الجسم السليم لمن يملك قوة الإرادة أمام مائدة إفطار رمضان

إشارة خطر لمرضى الضغط والسكر يجب الاعتدال في شرب الماء والعصائر بعد الإفطار تجنباً لعدة مخاطر

حينما تكون المعدة قد أمضت ساعات من الراحة والسكينة خلال يوم الصيام في رمضان الكريم نفاجئها عند لحظات الإفطار بأصناف متعددة من الحلو والحامض والمشوي والمقلي والسوائل والسكريات دفعة واحدة وهذا بالتأكيد مسلك خاطئ صحيا ونهى عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم فديننا الحنيف لم يهمل امرا إلا بينه وعلمنا العناية بصحتنا وما يساعدنا على العمل والعبادة فيش آن واحد.. ناهيك عن ان الإسراف في إعداد الاطعمة المتنوعة خلال ايام الشهر الكريم فيه خسائر ويربك ميزانية الاسرة المتوسطة ماليا ويرهق ربة المنزل ومن يساعدها من افراد الاسرة كالبنات ويصرفها عن واجبات منزلية اسرية دينية ربما تكون أهم واجل من تنويع المطعم والمشرب الذي قد يرمى الفائض منه في سلال النفايات.. هنا نركز على النواحي الصحية ونتحدث إلى عدد من المختصين..
* أبها أمل القحطاني:
ضمن سلسلة البرامج الجديدة التي تقدمها إذاعة البرنامج الثاني من جدة في شهر رمضان المبارك يذاع برنامج «ليالي رمضان» وهو برنامج يومي مباشر مدته تسعون دقيقة، ويتضمن تغطية للأنشطة الدينية والثقافية والاجتماعية من خلال الأخبار والمتابعات الميدانية والتي تشتمل على الأسواق والجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وجمعيات الثقافة والفنون في مختلف أنحاء المملكة كما يتضمن البرنامج مسابقة ثقافية يومية على الهواء، لها خمس جوائز مقدار كل جائزة 300 ريال مقدمة من وزارة الإعلام.. وهو يذاع من الساعة 11 إلى الساعة 12 ونصف ليلاً.. وهو من إعداد سمير حبيب بخش.
كما يذاع أيضاً برنامج «على مائدة السحور» وهو سهرة يومية تستضيف مجموعة من الأدباء والمفكرين والمثقفين والأطباء ورجال الأعمال.. يقدمها الأستاذ أحمد الحريري.ومن البرامج التي ستستمر إذاعتها في شهر رمضان المبارك برنامج «المستطيل الأخضر» الذي يذاع في تمام الساعة 12 والنصف مساء الأحد وبرنامج «عيادة الإذاعة» وبرنامج المسابقات «اثنين من ثلاثة» الذي يذاع مساء يوم الأربعاء وبرنامج حوارات أسرية وبرنامج المرأة والبحث العلمي وبرنامج الندوة النسائية..
الضغط والسكر والصداع
الدكتورة عدوية عوض اخصائية امراض باطنة وجهاز هضمي ترى ان مفاجأة المعدة بمواد دسمة وحلويات وعصائر بشكل مضغوط ومتتالٍ له تأثيره الصحي بحيث يتسبب في عسر الهضم فتداخل الأطعمة معا بشكل مكثف بعد توقف استمر لساعات طويلة (أثناء الصيام) له سلبياته لاحقا.. أولى هذه السلبيات ان فائدة الصوم لا تتحقق بالسير على الطريقة سابقة الذكر فيجب إدخال الطعام بكمية مدروسة وعلى فترات متفاوتة، وحتى عند البدء بالإفطار نكتفي بتمرتين ونحاول قدر المستطاع تناول الاطعمة على فترات لإتاحة الفرصة للمعدة لكي ترتاح.. وأضافت الدكتورة انه من ضمن السلبيات الصحية لاحقا وعلى المدى البعيد حدوث التخمة وصعوبة في الحركة ويعود السبب في ذلك لتفاجؤ الجسم بحيث يكون في حالة جوع شديد وصوم ثم يفاجأ بكميات كبيرة من الأصناف دفعة واحدة ومن ضمن السلبيات والتأثيرات الصحية والمستقبلية حدوث ترهل في المعدة ويصحب ذلك شعور بالصداع.
اما بالنسبة لمرضى السكر والضغط فيجب ان يتبعوا نظام الحمية بالاضافة الى عدم إثقال المعدة بالأطعمة.
كما يجب على الجميع مراعاة النظافة في الطعام سواء من داخل المنزل أو المجلوب من المطاعم فعدم نظافة الطعام يؤدي إلى الإضرار بصحة متناوله وتعرضه للتسمم الغذائي سواء كان صائماً أو غير صائم فيجب التأكد من نظافة الأكل لتجنب الضرر.
كثرة السوائل والعصائر
الدكتور جمال الدين رشاد من مركز شعاع الطبي.. وضح ان الماء يشكل حوالي 50 - 60% من وزن الجسم للرجال و45 - 50% للنساء فإذا كان الشخص يزن 70 كجم على سبيل المثال تكون نسبة الماء داخل الخلايا 28 لتراً اي 35% من وزنه وتكون نسبتها بين الخلايا حوالي 4. 9 لترات اي ما يعادل 12% من وزنه ويكون تركيزها ببلازما الدم 6 .4 لترات اي 4 - 5% والماء يدخل في تركيب العظام والخلايا المختلفة بالجسم والسائل السحائي بالمخ والمسؤول عن تنظيم المياه بالجسم جزء أسفل المخ ولاسيما تحت الوطاء ويعتمد توزيع المياه داخل الجسم على عدة عوامل منها:
قطر الأوردة والشعيرات الدموية، وسرعة عبور الماء من خلال الشعيرات الدموية، والضغط الأسموزي الذي يعتمد على نسبة الزلال بالدم، والإمدادات الليمفاوية بالجسم ومدى تصريفها للمياه.. فإذا ما زادت نسبة الماء المعطى للجسم عن الحد المطلوب تؤدي الى ارتفاع نسبة الصوديوم داخل الجسم مما يؤدي الى تورم بكاحل القدم ويؤدي إلى زيادة افراز الكلى للماء عن طريق التأثير على الهرمون المضاد للادرار، وزيادة شرب الماء عن الحد المطلوب خطر على المرضى الذين يعانون من مرض قصور القلب ومرض تشمع الكبد ومرض المتلازمة الكلوية ويؤدي ايضا الإفراط في شرب الماء إلى عسر بالهضم فيجب الاعتدال في شربه، فالاعتدال في الأكل والشرب شيء مطلوب، وشرب القهوة بعد الأكل مباشرة يؤدي الى عسر الهضم والى زيادة في إفراز حمض الهيدروليك بالمعدة مما يؤدي الى شعور المريض بالحموضة والحرقان ومرارة بالفم كما ان القهوة تحتوي على مادة الكافيين التي لها تأثير منبه للمخ كما يوجد بالقهوة حمض يؤثر على امتصاص الحديد من الأمعاء فلا يمتص بالشكل الصحيح ويؤدي الى الانيميا وفقر الدم كما ان القهوة لها تأثير على الكلى حيث يكثر عدد مرات التبول اذا ما زادت نسبة الكافيين بالدم.
كثرة الحلويات والسكريات
اما بالنسبة لكثرة تناول الحلوى وخاصة بشكل
شبه يومي فأول تأثيراته الصحية إحداث تسوس في الاسنان كما يؤثر على العصارة المعدية فيزيد من إفراز المعدة للإنزيمات الهاضمة مما يؤدي الى عسر الهضم والشعور بالحموضة الدائمة بالمعدة كما يؤثر تناول الحلويات بكثرة على افراز البنكرياس للإنسولين فإنه يزيد من إفرازه له حتى يتحكم في نسبة الجلوكوز التي امتصت بالدم كما يكون هذا الشخص معرضاً للاصابة بمرض السكري ولزيادة الوزن والسمنة.
حيث ان مائة جرام من هذه الحلوى يعطي للجسم 750 سعراً حرارياً.
كما ينصح مرضى السكري بالنصائح التالية والإرشاد موجه للجميع سواء كانوا نساء او رجالاً في شهر رمضان وفي غير شهر رمضان:
ممارسة الرياضة وتجنب التدخين، والمحافظة على مواعيد العلاج حسب ارشاد الطبيب، كما يجب تجنب بعض الاطعمة والفواكه كالحلوى، الشيكولاته، بودرة الكاسترد، سكر الجلوكوز، والسوبربيتول والمربى العسل، الزبيب، الفواكه المجمدة، التين، التمر، المشمش، الموز، العنب، الكعك، المعجنات، الفطائر، الكاكاو، البسكويت.
اضافة الى عدم الافراط في تناول الارز والمكرونة والكورن فليكس والايس كريم، الجيلي، الحليب البودرة، جذور البنجر، زبدة الفول، المكسرات، المايونيز، سلطة اللبن، المشروبات الكحولية وعصير الفاكهة المحلى، المقليات.
والاشياء التي يمكن اكلها دون حدوث اي مشاكل:
اللحوم، الاسماك، الجبن قليل الدسم، الشاي والقهوة دون حليب او سكر، المخللات، الكرنب، القرنبيط، الفول، البصل، فطر المشروم، البصل الاخضر، الاعشاب، البهارات، الملح.
كما ينصح بتجنب الانفعالات والضغوط النفسية الزائدة.
اما بالنسبة للأكلات المسموح بها فهي الخضراوات مثل: (الفول، القرنبيط، الجزر، البقوليات، السبانخ، الطماطم، الخيار، الخس، الخرشوف، اللفت، الهندباء) والفواكه (الجريب فروت، الليمون، البطيخ، الشمام، التوت، الكرز، الراوند، العنب الاسود، التفاح، البرقوق). والمشروبات (المياه، الشاي، القهوة دون حليب او سكر، ماء الصودا).
الصيام ودهون الدم
أما بالنسبة لمرضى الكولسترول فإن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم طبقاً لدراسة برنامجهم والتي أثبتت أن زيادته أكثر من 200 مليجرام تكون مصاحبة بزيادة في الإصابة بأمراض القلب وبالتالي هناك ارتباط بين كلسترول الدم وتصلب الشرايين ولا شك أن أخذ زيادة عن حاجة الجسم قد تؤدي إلى ارتفاع الكولسترول بالدم وبالتالي إلى ترسبات خاصة إذا كان الشخص لا يبذل طاقة حرارية تمكنه من صرف للسعرات الحرارية بقدر ما أخذ وتترسب الدهون في الكبد. أو الشرايين أو تحت الجلد ويمتلىء الجسم بالخلايا الدهنية مما يؤدي إلى السمنة ويحتاج الفرد يومياً إلى 200 مليجرام من الكولسترول أي ما يساوي ما يوجد في بيضة واحدة وتدل الدراسات الحديثة على أنه إذا ما خفض الكولسترول بنسبة معينة فإننا نحمي الجسم من الإصابة بأمراض القلب وجلطات القلب وهناك بعض الأكلات التي يجب أن يتجنبها الشخص وأخطر هذه الأكلات هي الوجبات السريعة لكونها تحتوي على دهنيات وكولسترول أكثر مما يتصور الشخص أكثر من 800 ملجم من الكولسترول أي أكثر من ثلاث مرات مما يحتاجه الجسم خلال اليوم وكذلك يجب تجنب أكل الدهون والمايونيز والقشطة والجبن الكريم المكسرات والحليب كامل الدسم والجمبري والإستاكوزا، وذلك موجه لمن يعاني من ارتفاع في نسبة الكولسترول في الدم ولكن لا مانع من أكل اللحوم البيضاء والأسماك والدجاج منزوع الجلد وكذلك تناول الوجبات التي تحتوي على كمية كبيرة من الألياف كالخضار والفواكه كما ينصح بممارسة الرياضة وتجنب التدخين واتباع إرشادات الطبيب المعالج.
ربة المنزل والتوتر
وتقول الأخت أم زيد: في شهر رمضان الأغلبية يكثرون من الأصناف والأطعمة بشكل مبالغ فيه وذلك يجعل من ربة المنزل امرأة غير متفرغة لأمورها المنزلية الأخرى هذا غير الجهد الذي تبذله ويترتب على كثرة الأصناف: كثرة الأواني المتسخة التي تحتاج لتنظيف وهذا بحد ذاته جهد ثان... يساهم أيضاً في تقليص نشاط ربة المنزل في واجباتها الأخرى فذلك سيعرضها للتقصير في تعاملها كزوجة وكأم وتكون مرهقة ومتوترة... وذلك بدوره يؤثر على تعاملها في اسرتها من الناحية الاجتماعية... أو الذاتية تجاه نفسها.... سواء باهتمامها بمظهرها كزوجة وكأنثى بشكل عام.... ولا ننسى الجانب الديني فالكثير من النساء يحجمن عن اداء صلاة التراويح والنوافل بسبب ارهاقهن أو لضيق الوقت وكلا الاثنين يعودان لكثرة الانشغال بتعدد الأطباق وتنظيفها في حالة عدم وجود العاملة المنزلية أو من يساعدها من أسرتها.