تعتزم الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة إحياء «تسوية مسألة البلدات البدوية في النقب» المعروفة ب»مخطط برافر» والهادف أساساً إلى اقتلاع نحو 45 ألف بدوي من 17 قرية رفضت الحكومات السابقة الإعتراف بها بداعي أن سكانها يقيمون على أراض لا يملكون ملكية رسمية عليها، وأنها «أراضي دولة». ويقترح المخطط تجميع عشرات الآلاف الذين سيتم ترحيلهم وسلب أراضيهم، في بلدتين جديدتين مثلما فعلت في سبعينات القرن الماضي مع أبناء جلدتهم عندما سلبت أراضيهم ونقلتهم إلى بلدات جديدة. ومن المتوقع أن تقر اللجنة الوزارية لشؤون التشريع غداً استئناف مراحل تشريع «قانون برافر» الذي صودق عليه بالقراءة الأولى قبل أكثر من عامين، لكن تم وقف إجراءات إقراره نهائياً بعد أشهر قليلة في أعقاب إضرابات و»تظاهرات الغضب» لفلسطينيي الداخل الذي قاده «الحراك الشبابي». وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن وزير الزراعة أوري أريئل من حزب المستوطنين «البيت اليهودي» المكلف ملف «بدو النقب» يعتزم إشراك ممثلي سكان القرى للإستماع إلى موقفهم من بنود المخطط. ونقلت عنه قوله إن «قضية الاستيطان البدوي في النقب مهمة قومية متواصلة منذ إقامة الدولة، وليس من مصلحة أحد أن يمر الوقت من دون معالجتها، ويجب أن نتوصل إلى حل مناسب من خلال الحوار بين الجميع». وتابعت الصحيفة أن الوزير سيدفع باتجاه إزالة العقبات التي تعترض حصول المواطنين البدو «في البلدات المعترف بها» على رخص للبناء. ويقترح «مخطط برافر» على سكان القرى المزمع ترحيلهم، الذين حرمتهم الحكومات من أبسط الحقوق الفردية والجماعية ومقومات الحياة من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي وتراخيص بناء وخدمات تعليم وغيرها، تعويضاً مالياً زهيداً على أراضيهم أو مبادلتها بأرض أخرى بنصف المساحة وأقل، على أن يتم الاعتراف ببعض هذه القرى المشمولة ضمن خريطة البناء اللوائية. وترفض غالبية ممثلي القرى ومعها منظمات حقوقية، المخطط وترى فيه مشروعاً عنصرياً ضد أهالي النقب الأصليين يهدف إلى نهب ما تبقى في حوزتهم من أراضٍ، إذ قد تتم مصادرة نحو 800 ألف دونم، مشيرين أيضاً إلى أن مبلغ التعويض الزهيد المقترح أقل بكثير مما دُفع لمواطنين يهود. ويحذر معارضو المخطط من أنه في حال تطبيقه ستتغير جغرافية النقب وديموغرافيته على نحو يضمن الغالبية اليهودية فيه. وكان «المركز العربي للتخطيط البديل» حذر من أن تحديد «قانون برافر» منطقة خاصة للسكان البدو في النقب هو في واقع الأمر اقتراح ل «غيتو» للبدو، و»القانون مشابه لمجموعة القوانين العنصرية لنظام الأبارتايد البائد في جنوب أفريقيا الذي حدد المناطق المنفصلة لسكن المجموعات السكانية المختلفة (البيض والسود)». ويخشى المعارضون من أن ينجح وزير الزراعة الحالي في إقناع بعض وجهاء القرى المهددة بالمصادرة بقبول المخطط، ما من شأنه دق إسفين بين أهالي القرى غير المعترف بها.