صدر عن دار «الكتاب الجديد» كتاب عن الدكتور صلاح الدين المنجد بعنوان «زاويتي في الحياة»، وفيه جمعت ابنة الكاتب منى ما كتبه في «الحياة» خلال ستينات القرن الماضي. تقول منى في افتتاح الكتاب «زاويتي، عنوان المقالات التي كتبها والدي والتي كانت تنشر في «الحياة» الصادرة في بيروت، يوم كانت الصحافة في أوجها. ورغبة في المحافظة على هذه المقتطفات كان لابد من جمعها وإصدارها في هذا الكتاب تكريماً له»، مشيرة إلى أنها وجدت في هذه المقالات «كنوزاً قيمة تظهر المقدرة الفائقة لقلم والدي في رؤية الأمور والإلمام بها ودراستها ومعالجتها وعرضها بأسلوب سلس جذاب. أقدم هذه الباقة العطرة لوالدي، هذا العالم الجليل والأديب البارع الذي أغنى تراثنا العربي بروائع مؤلفاته المختلفة». وقدم لهذا الكتاب الكاتب عرفان نظام الدين، فعنون مقدمته ب «تاريخ.. في رجل وتراث في كتاب». وقال: «هذا الكتاب يحمل إلينا عبق التاريخ وأريج الأصالة ويعيدنا إلى أيام عز الزمن الجميل، بكل ما فيه من تقاليد وحكم ودروس وطرائف وما يمثله من قيم وإبداع وتصميم على تقديم الأفضل وعرض صور الحضارة العربية والإسلامية للأجيال من أجل المحافظة عليها والتمسك بمبادئها. إنه كتاب يروي سيرة عطاء سابق لأوانه ويطل علينا من عصر ينضح بالمثاليات والوجدانيات والروحانيات والإيجابيات، على رغم ما أخذ عليه من سلبيات إلى عصر اللهاث وراء المادة والإسفاف والخفة وتسطيح العقول وثقافة الوجبات السريعة المشبعة بدهون ضارة والملوثة بسموم مستوردة بلا حدود ولا رقابة ولا ضمير! وهذا الرجل الكبير يعود إلينا حاملاً باقة ورد ونفحة عطر مع عينات ومقتطفات من أجمل ما قدم من عطاء وفكر وثقافة وخلاصة مطالعته وقراءاته في أسلوب خاص ومميز اشتهر به، وأصبح يحمل بصماته خلال مسيرة حياته العملية والإعلامية». ويقول أيضاً: «هذا الكتاب يحمل أفضل الخيارات من مقالاته الرائعة التي تحمل عنوان «زاويتي» التي بدأ نشرها في الحياة.. التي كنا نتخاطفها قبل النشر ثم نعود إليها بعد النشر لنتمعن في معانيها وطرائفها ونقتطفها لنحفظها في أرشيفنا الخاص. وكان القراء يتابعونها بشغف واهتمام ويحتجون عندما تغيب، نظراً لما فيها من علم ومعرفة وحكم ودروس وعبر وذكريات وتوجيه غير مباشر. فتحية من القلب للدكتور العلامة صلاح الدين المنجد، الذي تعرفت إليه منذ بدايات عملي في الصحافة في صيف 1964 حين كانت «الحياة» محطتي الأولى وتتلمذت على يد الشهيد كامل مروة. وتحية خاصة إلى السيدة منى التي تشع وفاء وإيماناً وعلماً، وتعبر عنه بتبني تقديم هذا الكتاب إلى الأجيال العربية في هذه الأيام العصيبة. والله الموفق». ويعتبر الدكتور صلاح الدين المنجد من أعلام العرب والمسلمين في القرن العشرين، فهو باحث وأديب، كانت له صولات وجولات في ستينات القرن الماضي في مواجهة المد الاشتراكي، شاهراً سلاح النقد والتحليل العلمي العميق. له نحو 150 كتاباً ما بين نصوص محققة، وكتب في القانون الدولي والديبلوماسي، والتاريخ، والآداب، واللغة، وعلم الخط، والسياسة العربية المعاصرة. ويقع الكتاب في 487 صفحة، وينقسم إلى ثلاثة أقسام بحسب التواريخ التي نشرت فيها المقالات في ستينات القرن الماضي.