انتهاكات مادية وانساني لحقوق العمالة المنزلية في لبنان

تعاني العاملات في المنازل من مشكلات تضعهن في مواجهة واقع مرير في بيئات عملهن، في ظل غياب شبه تام لقوانين تحمي حقوقهن، في بلدان عدة. وغالباً ما يقعن ضحايا «أحلامهن» التي تبدأ في البحث عن عمل خارج بلادهن، بهدف مساعدة عائلاتهن، أو تحقيق أحلامهن في الحصول على وظائف جيدة، تخفف عنهن أعباء الحياة، إلا ان كثيرات من بينهن يواجهن واقعاً يختلف عن توقعاتهن.
جمعية «كفى عنفاً واستغلالاً» في بيروت، نشرت دراسة مصوّرة عن عملية توظيف العاملات في المنازل الآتيات من نغلاديش ونيبال إلى لبنان. 4 دقائق مصوّرة، ترتكز على معلومات من سفارات البلدان التي تفد منها العاملات، وخصوصاً تلك اللواتي من الجنسيتين البنغالية والنيبالية. 4 دقائق فقط تُظهر فداحة الواقع المرير الذي تعيشه العاملات المتعاقدات مع أفراد أو مكاتب لاستقدام العمالة الأجنبية. وتشير الدراسة إلى ان 69 في المئة من بينهم تضطررن إلى اقتراض الأموال، او بيع ممتلكاتهن، لتغطية تكاليف السفر للعمل في لبنان.
ويقدم لهن الوسطاء مغريات منها وعود بوظيفة براتب 150 دولاراً شهرياً، لقاء 8 ساعات يومياً، مع يوم إجازة اسبوعية، وتوفر السكن والمأكل والمشرب. الا ان غالبيتهن، في الواقع، يواجهن انتهاكات لحقوقهن المادية والإنسانية.
وذكرت الدراسة ان 69 في المئة من العينة التي بُنيت عليها الدراسة، تعرّضن لحجز جوازات سفرهن فور وصولهن، من قبل العائلات التي تستخدمهن، و62 في المئة من هؤلاء لم يحظين بغرف خاصة، وأكثر من 50 في المئة منهن اعتبرن أنهن تعرّضن للخداع في ما يتعلق بمرتباتهن الشهرية.
وأضافت الدراسة ان 64 في المئة، من العاملات في المنازل، ذكرن انهن عملن لأكثر من 15 ساعة في اليوم، و91 في المئة منهن لا ينلن اجازتهن الاسبوعية، وتعرضت 50 في المئة منهن للاحتجاز داخل المنازل التي عملن فيها.
وورد في الدراسة ان 62 في المئة من العاملات تعرّضن لعنف لفظي من قبل أفراد من العائلات التي عملن لديها، وتعرض 42 في المئة منهن للتهديد، و36 في المئة تعرضن لعنف جسدي، وواجهت 8 في المئة منهن اعتداءات جنسية.
وخلص الفيديو الى التساؤل عن مصير العاملات في المنازل لو فُرضت قوانين تحمي حقوقهن بوصفهن وافدات من اجل تحقيق حلم ضائع للتخفيف من أعباء الحياة المادية، وتحفظ حقوق العائلات التي تستخدمهن. وماذا لو كانت هناك رقابة على سياسات توظيفهن وإجراءاتها، تبدأ في بلدانهن، لئلا يتعرضن لانتهاكات يجهلها كثيرون؟ وماذا لو تمكّنّ من انهاء فترة عملهن وفسخ العقد فور تعرضهن لأي نوع من الإساءة؟