واشنطن، طوكيو، بروكسيل، روما، مومباسا - رويترز، أ ف ب، أ ب - أكد ديبلوماسي أميركي رفيع أن الولاياتالمتحدة ستدفع نفقات قوة الأمن الناشئة التابعة للحكومة الصومالية لتعزيز عملية السلام الهشة في البلاد ومحاربة القرصنة قبالة سواحلها. وخصّص الاتحاد الأوروبي أمس ملايين الدولارات لمكافحة القراصنة، كما أعلنت اليابان أنها سترسل طائرات لمراقبة خليج عدن. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية بالوكالة فيليب كارتر الذي سيمثل بلاده في مؤتمر لمانحي الصومال يعقد الخميس المقبل في بروكسيل لمناقشة مشكلة القرصنة وكيفية المساعدة في تحقيق استقرار الصومال، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تريد التركيز على الأمن في البلاد على المدى الطويل وفي الوقت نفسه مواجهة القرصنة. وأضاف في مقابلة مع وكالة «رويترز»: «يجب أن نعمل لتحقيق استقرار الصومال من خلال حكومة فعالة تعالج المشاكل الأمنية التي كان من بين أعراضها مشكلة القرصنة». ورأى في حكومة الرئيس الإسلامي المعتدل شيخ شريف أحمد «أفضل فرصة تسنح للصومال منذ وقت طويل لتحقيق سلام دائم ووضع البلاد تقريباً على طريق التنمية، لكن الأمر محفوف بالمخاطر». وأشار إلى أن واشنطن تتعاون مع حكومة الصومال للمساعدة في بناء قواتها الأمنية التي سيبلغ عددها في نهاية الأمر 5000 فرد، كما تدرب الأممالمتحدة قوة شرطة جديدة. وقال: «نركز جهدنا على ما يمكننا فعله لتوفير الموارد لقوات الأمن المشتركة»، في إشارة إلى قوة خاصة تضم رجال الميليشيات والعشائر. وأضاف: «يجب دفع نفقاتهم وايواؤهم وتوفير المياه والطعام لهم. هذه هي النفقات الأساسية التي نعمل على المساعدة في دفعها، وهي نفقات تغطيها الحكومة الآن لكن مواردها تتقلص، ونحن نتطلع إلى مساعدتها». وتراجع إدارة أوباما استراتيجيتها تجاه الصومال، لكن كارتر قال إنه يتوقع تخصيص ما بين خمسة ملايين وعشرة ملايين دولار للمساعدة في دفع أموال لقوات الأمن المحلية وإطعامها وتدريبها، كما أشار إلى أن واشنطن تدرس آلية تضمن إنفاق الأموال في شكل شفاف للمساعدة في دعم الحكومة الجديدة، بالتعاون مع البنك الصومالي المركزي ومحاسبين في كينيا. وأعرب عن أمله في أن يودع مانحون غربيون وعرب أموالهم في هذا الحساب أو الآلية، «وهو ما سيتم بحثه في اجتماع بروكسيل». وأضاف أن الولاياتالمتحدة تفكر كذلك في سبل لمساعدة الحكومة الجديدة من دون أن يدلي بمزيد من التوضيح، لكنه قال: «تعلمنا الكثير منذ التسعينات. الدور الحقيقي لنا هو دور داعم وأن نكون مفيدين بقدر ما نستطيع بأسلوب تحفيزي حتى يستطيع الصوماليون أنفسهم التقدم بعملية السلام إلى الأمام». واجتمع أمس في واشنطن ممثلو وكالات حكومية أميركية عدة في مسعى لإيجاد رد على اعمال القرصنة المتزايدة قبالة السواحل الصومالية. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية غوردن دوغيد إن الاجتماع «بداية جهودنا لتطبيق السياسة الجديدة لمكافحة القرصنة»، مضيفاً أن «ذلك يؤكد التزامنا بالعمل بغية إيجاد ردّ منسّق وفعّال». وفي مومباسا، غادر أمس ريتشارد فيليبس قبطان سفينة الشحن «مايرسك الاباما» الذي تم تحريره الأحد من أيدي خاطفيه القراصنة الصوماليين في عملية كوماندوس أميركية، متوجهاً إلى الولاياتالمتحدة حيث أعد له استقبال حافل. وكان أفراد طاقم السفينة نجحوا في استعادة السيطرة عليها بعيد هجوم القراصنة الذين أبحروا ومعهم القبطان فيليبس على متن زورق مطاطي. وبعد أربعة أيام، حررت فرقة من البحرية الأميركية القبطان وقتلت ثلاثة قراصنة وجرحت رابعاً ذكرت شبكة «سي. بي. اس» التلفزيونية أنه سيحاكم في نيويورك. ولم تؤكد وزارة العدل الأميركية تسليم القرصان إلى الولاياتالمتحدة. وقال الناطق باسم الوزارة دين بويد إنها «تواصل النظر في كل الأدلة والمسائل الأخرى المتصلة بذلك، وتتعهد بدء الملاحقات إذا بررت الأدلة ذلك». من جهة أخرى، تنوي المفوضية الأوروبية تخصيص نحو 200 مليون دولار لمكافحة القرصنة. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول فرنسي أن باريس ستعرض خلال الاجتماع في بروكسيل تدريب 500 من عناصر الأمن الصومالي في جيبوتي المجاورة. وفي السياق نفسه، اعلن وزير الدفاع الياباني ياسوكازو همادا أمس أنه أمر الجيش بالإعداد لإرسال تعزيزات إلى قبالة السواحل الصومالية لحماية السفن اليابانية التي تتعرض لهجمات زوارق القراصنة، مشيراً إلى أنه طلب إعداد قافلة مع طائرتين للدوريات من طراز «بي - 3 سي» للتوجه إلى جيبوتي. واوضح مسؤولون في الوزارة أن نحو 150 جندياً من الجيش سيساعدون 400 من زملائهم وخفر السواحل الذين أرسلوا إلى خليج عدن. وقال الوزير: «سنبدأ الاستعدادات كي تتمكن التعزيزات من الرحيل الشهر المقبل»، مؤكداً أن اليابان «ستبذل كل ما في وسعها لضمان حماية السفن». وأعلن جيش كوريا الجنوبية أمس إن إحدى بوارجه الحربية تصدت لقراصنة حاولوا السيطرة على سفينة دنماركية قبالة سواحل الصومال. وقال ضابط أن الحادث وقع صباح أول من أمس على بعد نحو 110 كلم قبالة سواحل اليمن. وأوضح أن المدمرة «مونمو الكبير» وعلى متنها 300 بحار تلقت نداء استغاثة من سفينة قالت إنها تتعرض لهجوم من زورق قراصنة، فأرسلت مروحية وصلت إلى مكان الهجوم في عشرين دقيقة، لكن «القراصنة عدلوا عن الصعود إلى السفينة، وفروا عندما رأوا المروحية تهدد بإطلاق النار».