ولي العهد: لن يهنأ للملك عبدالله بال .. حتى لا يتكرر ما حدث في جدة تغمرني البهجة بلقاء مليكي المفدّى وأبناء الشعب السعودي الوفي عدم الاستقرار في منطقتنا يدعو للقلق تقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مستقبلي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي عاد إلى العاصمة السعودية الرياض أمس (الجمعة) بعد غيبة استمرت نحو عام، تلقى خلالها العلاج في نيويورك وقضى فترة نقاهة في المغرب. وتم استقبال الأمير سلطان أمس في الصالة الملكية في مطار الملك خالد الدولي في الرياض، في حين عمت احتفالات رسمية وشعبية المدن والمحافظات السعودية، في بادرة تنم عن مدى الحب الذي يكنه السعوديون لولي العهد. وغصت شوارع العاصمة الرياض بالمستقبلين والمهنئين باكتمال الشفاء وسلامة العودة. واكتسب مشهد المستقبلين روعة إضافية من ازدهاء شوارع الرياض بالأعلام السعودية الخضراء ولوحات الترحيب. وأصدر خادم الحرمين الشريفين أمراً ملكياً يقضي بالعفو عن بعض سجناء الحق العام بمناسبة عودة ولي العهد إلى أرض الوطن. ورفع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أخلص المشاعر وأصدقها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما غمره به من لطف وتخفيف معاناته بكريم متابعته وشرف زيارته ودائم سؤاله وعذب كلماته وصادق دعواته. وقال: «إني لأشعر بالغبطة والسعادة وتغمرني البهجة وأنا ألتقي مليكي المفدى وأبناء الشعب السعودي الوفي». وأعرب ولي العهد عن تهنئته للمملكة وللمسلمين بنجاح موسم حج هذا العام الذي تحقق بتوفيق من الله ثم بمتابعة خادم الحرمين الشريفين، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأبدى الأمير سلطان أشد الألم للأحداث المأسوية التي تعرضت لها محافظة جدة جراء الأمطار والسيول، مبتهلاً إلى المولى عز وجل أن يلهم ذوي الشهداء الصبر والسلوان، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، مشيداً بأمر خادم الحرمين الشريفين بتعويض المتضررين وتشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق في أسباب هذه الفاجعة. وقال الأمير سلطان: «لقد مرّت بلادنا بتطورات عديدة، وتفاعلنا - ولله الحمد - بإيجابية مع الظروف المحيطة بهذا العالم الذي ننتمي إليه. ومن الإنصاف التأكيد على أن حنكة خادم الحرمين الشريفين السياسية وإخلاصه لدينه ووطنه وإنسانيته قد جعلت منه واحداً من أكثر القادة في العالم تأثيراً في محيطه المحلي والدولي، فقد واصل حفظه الله قيادة بلادنا في هذه الأزمة الاقتصادية العالمية، وشارك ضمن مجموعة العشرين في صياغة مخارج حقيقية لاقتصاد العالم من ركوده، وأسهم بشكل مباشر في رأب الصدع في العلاقات العربية العربية، فبادر إلى الدعوة الصادقة لتجاوز خلافات الماضي ومواجهة تحديات المرحلة، وأحدث على الصعيد المحلي تغييرات إدارية على المستويين التنظيمي والتنفيذي هدفها الإصلاح ورفع كفاءة الأجهزة التنفيذية في البلاد». وأضاف: «ان دين الإسلام الذي تعتز هذه البلاد بقيامها على أساسه يكرس السلام والحوار والتعايش ويحث على العلم ويدعو إلى البناء وعمارة الأرض، ويرفض العنف والتطرف والإرهاب والانكفاء على الذات. ولقد بذلت هذه البلاد جهوداً عظيمة في بناء دولة عصرية لا تحد طموحاتها الحدود، ولم تستسلم للمعوقات، وواجهت الإرهاب الذي هو عدو للاستقرار والبناء والتطور، وكانت سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - في التصدي للفئة الضالة حكيمة وحازمة في آن واحد، ما أسهم بفضل الله وتوفيقه ثم بتعاون المواطن السعودي المخلص في دحر الإرهاب وكشف مخططات التخريب والتدمير، والتي كان آخرها عصابات التسلل التي حاولت الدخول إلى حدودنا الجنوبية، ولكن فضل الله على هذه البلاد ثم قيادة مليكنا القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وبسالة رجال الأمن والقوات المسلحة في تنفيذ التوجيهات الكريمة حالت دون تحقيقهم لأهدافهم الإرهابية». وأعرب الأمير سلطان عن تقديره لأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز «الذي لازمني طيلة فترة علاجي خارج المملكة فله الشكر والعرفان». وكان أبرز مستقبلي الأمير سلطان لدى وصوله إلى أرض الوطن رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبدالعزيز والنائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي دعا المواطنين إلى احتفال كبير يقيمه غداً (الأحد)، لمناسبة عودة ولي العهد. وغصت قاعات مطار الملك خالد الدولي في الرياض بالأمراء والوزراء والمسؤولين وحشود غفيرة من المواطنين من عسكريين ومدنيين. وكان الأمير مولاي رشيد بن الحسن الثاني في وداع الأمير سلطان لدى مغادرته أغادير أمس. وهبطت الطائرة المقلة لولي العهد السعودي في الرياض في التاسعة مساء، بعدما اكتملت الاستعدادات المكثفة لاستقباله الذي شاركت فيه جميع فئات الشعب السعودي، من الأطفال حتى الكهول. وأبدى عدد من السفراء المعتمدين لدى السعودية غبطتهم بعودة ولي العهد سالماً معافى إلى وطنه، معربين عن أملهم بأن تسهم عودته في مزيد من توثيق عرى العلاقات بين السعودية وبلدانهم. وكانت فرحة سكان الرياض مضاعفة أمس، إذ رافق ولي العهد في رحلة العلاج والنقاهة والعودة أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي أجمعوا على أن مرافقته لولي العهد تمثل نموذجاً نادراً للوفاء والأخوة. وأعربت البيوتات التجارية ورجال الأعمال عن فرحتهم الغامرة بعودة الأمير سلطان. وتحدث عدد من محافظي المحافظات عن ابتهاج محافظاتهم بأن أنعم الله بالشفاء على ولي العهد. وخرج مئات الأطفال على رغم برودة الطقس في شوارع الرياض يرتدون ملبوسات تحمل صورة الأمير سلطان لإظهار سعادتهم بعودته إلى وطنه سالماً معافى.