ليس في طاقة كثير من الدول أن تحتوي وتسيطر على بضع آلاف في حال اجتمعوا على صعيد واحد في ظل جائحة مثل «أنفلونزا الخنازير»، إلا أن المملكة تستعد لتضرب للعالم أمثلة في كيفية التعامل مع المرض في حشد بشري يتجاوز المليونين ونصف المليون من 160 دولة في موسم حج هذا العام، هذه فحوى تقرير علمي نشرته صحيفة لانسيت الطبية البريطانية أخيراً. وكان جمع من الخبراء العالميين وهيئات صحية عالمية ذكروا في التقرير أن الحشود البشرية الكبرى تشكل تحدياً لطاقات نظم الصحة العامة، وأن التعامل مع المرض في موسم الحج في السعودية لحماية الحجيج وتلافي نقل الأمراض بعد عودتهم إلى أوطانهم سيدعم جهود العالم في مكافحة المرض. ونوهوا بأن وزارة الصحة السعودية عقدت مشاورات فنية واستراتيجية مع هيئات الصحة العامة العالمية، ووكالات دولية ذات خبرة في إدارة الحشود البشرية الكبرى ووبائيات الأمراض المعدية وممارسات إدارة الصحة العامة والرقابة على الهجرة والحدود وإدارة نظم الصحة العامة. وتطرق التقرير للاجتماع التشاوري الذي عقد في جدة عام 2009، كما ركز على قضايا الرصد والعزل والترصد والوبائيات والمعلوماتية والفحص المخبري وغيرها، إضافة إلى استعراض التوصيات التي وضعت من الاستشاريين، وأهمها تشجيع تأجيل الحج للأعوام المقبلة للأفراد القابلين للتعرض للأمراض الخطرة مثل كبار السن والحوامل والمرضى المزمنين. وأشار إلى أن مواجهة الحشود البشرية الكبرى تكمن في تطوير كفاءة وفعالية النظام الصحي والتخطيط والاتصالات والترصد والمراجعة المستمرة للعمليات الناجحة والأوضاع الطارئة.