مقاطع من ذاكرة الحرب الخرساء

توقع
خلفَ السورِ العالي
نافذةٌ متوهّمةٌ
وامرأة ٌمفترضةٌ
حربٌ لمّا توقَظُ بَعد
فراغ
في المقهى
تجلسُ المنضدة ُإليّ
قبالتي فراغٌ
فراغٌ مربعٌ ومستطيلٌ ودائري
المرفقانِ يصطكّانِ
أتصفّح بأنفي ملامحَ النساءِ العابراتِ
وأحذيةُ الجنودِ الغليظةِ تناقضُ أناقةَ الأرصف
ارتباك
تقاسِمُكَ المصْعد
بينكما سحابةٌ من الهواءِ السّاخِن
يرتبكُ الدمُ
فتهربانِ بأعينكما إلى أرضِ المصعدِ البارد
يسقطُ طائرٌ تحت أقدامِكما
أنهكته برودةُ ضيق المكانْ
وحرارةُ الحربِ المستعرةِ في الخارجْ
ثقل
رتلٌ مٍن الآلياتِ الثقيلةِ يغادرُ المدينةَ إلى الجبهة
فتسري خفّةٌ ما
ترتفعُ المدينةُ شيئاً
تمشي السحابةُ في الطرقات
رتلٌ يغادر فترتفعُ المدينةُ
هل كان ثقيلاً إلى هذا الحد؟
عبور
يعبرونَ الشوارعَ في اطمئنانٍ غريب
لم تدهسْ سيارةٌ أحداً منذُ بداية الحرب..
...الموتُ مشغولٌ هناك على الجبهة
الجندي المجهول
يسألُ طفلٌ أمّه عن التمثالِ الشاهقِ
فتجرّه وتمضي..
يستظلُّ به عاملُ نظافةٍ قليلاً ويذهب..
يتخذه عاشقان عنواناً للقاء، ثم يتركانه
تضعُ امرأةٌ زهوراً عند قاعدته
وتجثو طويلاً حتى تصير جزءاً منه..
فتحطّ حمامةٌ على كتفها
* شاعر سوداني.