مثّلت دورة «سوتشي 2014» للألعاب الشتوية مساحة إضافية للتفاعل بين معطيين هما الترفيه الاتصالي الرقمي، وهو الترفيه الذي بات منتشراً عبر الألعاب الإلكترونيّة وأجهزتها والتطبيقات المتعلّقة بأنواع الترفيه كافة، والرياضة المعاصرة باعتبارها من الحقول المفضّلة لصناعة الترفيه، وفق ما يبرز في الاهتمام الفائق الذي تبديه الفضائيات المتلفزة بنقل مباريات كرة القدم ومنافساتها مثلاً. واغتنمت شركة «سامسونغ» Samsung الكورية الجنوبية للإلكترونيّات مناسبة «أولمبياد سوتشي الشتوي 2014» لتتمدّد في مساحة التطبيقات الترفيهية المتعلّقة بالرياضة. فمن مقرها الإقليمي في دبي، أعلنت شركة «سامسونغ» أن خبراءها في تقنيّات الهواتف الذكيّة صنعوا تطبيقاً عن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية سوتشي 2014 للهواتف الخليوية الذكيّة. وحمل التطبيق اسم «ووو» (WOW). ويعمل هذا التطبيق على نظام «أندرويد» Android. وينقل مباشرة فعاليّات دورة «سوتشي»، ما يحوّل الهواتف الذكيّة محطات رياضية متنقلة، بل إنها تتيح لكل فرد أن يخصّص متابعته هذه الألعاب الأولمبية الشتويّة، ما يضيف بعض الفردية والخصوصية إلى هذا الترفيه البصري الرياضي. ويوفر تطبيق «ووو» لعشاق الرياضة الوصول في الوقت الحقيقي إلى جداول الأحداث الرياضية، والتقارير المُحدّثة باستمرار عن نتائج المسابقات، والميداليات والسجلات الأولمبية في شكل موثوق وسريع. ويعتبر تطبيق «ووو» امتداداً لطريقة تعامل «سامسونغ» مع البعد اللاسلكي في الألعاب الأولمبية. كما يقدّم للأسرة الأولمبيّة منصّة اتصالات لاسلكيّة متقدّمَة لضمان تواصل لاسلكي أكثر سلاسة وذكاءً مع دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، عبر تقديم أخبار ومعلومات عن الألعاب إلى المسؤولين والموظفين. من ناحية ثانية، يرسّخ تطبيق «ووو» قدم شركة «سامسونغ» في صناعة التطبيقات المستندة إلى نظام «أندرويد» التي صارت تلعب دوراً حاسماً في المنافسة المحتدمة بين شركات صناعة الهواتف الذكيّة. ويتوافر هذا التطبيق على المتجر الافتراضي «بلاي» لشركة «غوغل»، إضافة إلى متجر شركة «سامسونغ» نفسها. يتضمّن تطبيق «ووو» المخصّص ل «سوتشي» مجموعة من المزايا التي تعمّق فردية المشاهدة الرقميّة، إذ يقدّم تحديثات زمنيّة للمنافسات تشمل عدّاداً للميداليات المهمّة، كما يتيح إرسال نصوص التشجيع إلى الرياضيين المشاركين في منافسات «سوتشي 2014». ويعطي التطبيق إمكان تحميل النصوص والصور على الفور، ما يتيح لمن حضر إلى «سوتشي» أن يتشارك في هذه التجربة مع عائلته وأصدقائه، عبر الشبكات الاجتماعية المتنوّعة، لخلق مجتمع عالمي افتراضي محوره الاهتمام المشترك في «دورة الألعاب الأولمبية الشتوية»، بل الرياضة الشتوية بعمومها. وتشمل اللغات المعتمدة في تطبيق «ووو» الصينية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والكورية والروسية والإسبانية. دليل بصري تفاعلي يقدّم التطبيق عينه معلومات عن الرياضات الشتوية الخمس عشرة المعتمدة في «دورة ألعاب سوتشي 2014» عبر واجهة مليئة بالرسومات الجذابة. كما يحتوي دليلاً مرئياً عن هذه الرياضات، مع دروس عن كل رياضة، تبيّن قواعد اللعبة وتفاصيل المعدات وطريقة التحكيم وغيرها، ما يزيد في إثارة الجمهور أثناء متابعته الألعاب. ويتمكن جمهور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في «سوتشي» من استخدام دليل رقمي عن أماكن الألعاب الأولمبية الشتوية، عبر الاستعانة بتقنيّة تحديد المواقع «جي بي إس» المتضمّنة في تقنيّات «ووو». وتمكّن هذه المعلومات عينها من الحصول على معلومات عن الشوارع، والمحال الرئيسة، وأحوال المواصلات وغيرها. وأشاد تيمو لومي، مدير عام «اللجنة الأولمبية الدولية» بالتكنولوجيا المتقدّمة في الاتصالات اللاسلكية التي قدّمتها «سامسونغ» في سياق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، فساهمت في إنجاحها. وتوقّع أن يستمر تطبيق «ووو» في التعامل مع الألعاب الشتوية في دورات مقبلة، على المستوى العالمي. وتعمل «سامسونغ» في 79 بلداً، وتتعدى مبيعاتها 188 بليون دولار سنويّاً، كما أبدت اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة بالتقنيّات الأكثر تقدّماً في الإلكترونيّات وأجهزة الاتصال الرقمي والأدوات المعتمدة على كهرباء «ليد» LED الثوريّة وغيرها. وكجزء من مبادرة «ألعاب سامسونغ الأولمبية الذكيّة»، قدّمت «سامسونغ» قرابة 18 ألف جهاز خليوي إلى أفراد الأسرة الأولمبية المشاركين في دورة «سوتشي»، وضمنهم الموظفين والمديرين التنفيذيين، ومسؤولين من «اللجنة الأولمبية الدولية» واللجان الأولمبية الوطنية واللجان المنظّمَة في «سوتشي». وتمتعت هذه الكوادر بخدمات الاتصال في تطبيق «ووو»، وهو أمر حسّاس في عمليات الألعاب الأولمبية الشتوية. ابتكرت «سامسونغ» التي يعمل في صفوفها ما يزيد على ربع مليون موظّف، خدمة «ووو» أول مرة في سياق 2004 في دورة الألعاب الأولمبية في أثينا في عام 2004، كي تخدم الرياضيين والكوادر اللوجيستية لتلك الألعاب. ثم تطوّرت هذه الخدمة فصارت مصدراً أساسياً للمسؤولين والرياضيين والجمهور الحاضر في الألعاب، إضافة إلى متابعيها عالميّاً عبر التقنيّات المتنوّعة في الاتصال المرئي - المسموع.