أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح انه سيواصل الحرب ضد المتمردين الحوثيين في صعدة وحرف سفيان «ولو لسنوات عدة» ودعا جميع الأحزاب والقوى السياسية والإجتماعية إلى مؤازرة الجيش في صعدة لمواصلة الحرب التي وصفها ب«حرب عصابات شرسة». وقال في خطاب لمناسبة العيد السابع والأربعين للثورة، انها «ليست حربا عادية، إنها حرب شرسة، حرب عصابات، نحن نواجه حرب تمرد وتخريب، ولو كانت حربا نظامية لكان الأمر حسم». وقال «دماؤنا تُسفك في حرف سفيان، وفي صعدة، ولن نتراجع او نتقهقر ولتستمر المعركة خمس او ست سنوات، لن نتراجع ولن نتوقف». وأوضح أن ما يحدث في صعدة من أعمال تمرد وتخريب إمتداد لقوى التخلف الامامية وحرب الملكيين ضد النظام الجمهوري في صنعاء في الستينيات من القرن الماضي. وقال «نحن نقدم خيرة أبنائنا، أبناء القوات المسلحة والأمن في حرف سفيان وفي مديريات صعدة، نحن لم نرد الحرب لكنها فرضت علينا، عفونا عنهم المرة الاولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة، وهذه هي الحرب السادسة، قلنا عسى ان يعودوا إلى رشدهم، وان يحكموا العقل، ودعيناهم ان يشكلوا حزبا سياسيا، وان يبتعدوا عن العنف، لكن هذه الحرب السادسة فرضت علينا بقطع الطرق، والإعتداء على المواطنين وتلغيم الطرق و وتفجير الجسور، والمدارس والمستشفيات والإعتداء على السلطة المحلية». واشار الى أن «الشعب اليمني يواجه اليوم ثلاث محطات، المتمردون الحوثيين في صعدة وتنظيم القاعدة والارهاب والوضع الإقتصادي ...وفي ظل الإرهاب وتمرد الحوثيين يتململ الإقتصاد». وتزامن خطاب الرئيس مع اشتداد المعارك في محاور منطقة حرف سفيان في محافظة عمران ومحور صعدة شمال البلاد. واكدت مصادر محلية ان المواجهات في بلدة مدقة في منطقة حرف سفيان خلال اليومين الماضيين أسفرت عن مقتل ثمانية حوثيين وجرح آخر في حين خسر الجيش أربعة قتلى بينهم ضابط، وفي منطقة آل عقاب في الضاحية الشمالية الغربية لمدينة صعدة أسفرت الاشتباكات عن مقتل 15 حوثياً و وتدمير مدرعة للجيش. وأكدت مصادر استمرار الإشتباكات وتبادل إطلاق النار المتقطع بين المتمردين والقوات الحكومية في كل من مناطق العند وبني معاذ في الضواحي الشمالية والشمالية الغربية لمدينة صعدة وفي مديريتي منبه وباقم على الحدود الجنوبية للسعودية. في حين واصل الطيران اليمني قصفه لمناطق الطلح شمال مدينة صعدة وضحيان في بعض مناطق حرف سفيان حيث يتقدم الجيش بإتجاه مواقع الحوثيين الأخيرة في أقصى شمال منطقة حرف سفيان التي وصفها الرئيس اليمني بالبوابة الرئيسية لمحافظة صعدة. من جهة ثانية علمت «الحياة»، أن سعوديين، أحدهما فهد صالح سليمان الجطيلي، وهو الرقم 62 في قائمة المطلوبين أمنياً ال85، والآخر لم يتم التأكد من هويته، قتلا خلال الفترة الماضية في اليمن، في مواجهات متفرقة خاضها الجيش اليمني ضد أنصار عبدالملك الحوثي في بعض احياء مدينة صعدة والمناطق المحيطة بها. وأوضحت المصادر ل «الحياة» أن المطلوب رقم 53 عثمان الغامدي والمطلوب رقم 85 يوسف الشهري، اتصلا هاتفياً بذويهما، وأبلغ الغامدي أسرته بأن الجطيلي (27 عاماً) قُتل، فيما أبلغ الشهري والدته ثاني أيام عيد الفطر المبارك بأن قريبه قتل في مواجهات أمنية. وسارعت أسرة الجطيلي الى ابلاغ الجهات الأمنية بخبر مقتل ابنها، حتى يتسنى لهم التأكد من حقيقة الخبر. وأشارت والدة الشهري في اتصال مع «الحياة» إلى أنها تلقت اتصالاً من نجلها الذي بارك لها بالعيد، وأبلغها بأن «رحيمه» قتل في مواجهات أمنية خلال الفترة الماضية. وقالت: «لم أتطرق معه لهوية الشخص، إنما بذلت جهداً في محاولة لاقناعه بالعودة إلى الوطن وتسليم نفسه، إلا أنه رفض ذلك في محادثتين في وقتين مختلفين، إحداهما في الأول من رمضان والأخرى في العيد».