خصّصت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري جلستها أمس للاستماع إلى شاهدين عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، برئاسة رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي ديفيد راي. وكان الّلافت خلال استجواب الادعاء للشاهد الثاني المعاون أول في قوى الأمن الداخلي طانيوس إبراهيم الجميل الذي يعمل في قوى الأمن منذ 12 سنة وكان رقيباً عام 2005، التشديد على الفوضى والتخريب في موقع الانفجار من حيث نقل الأشلاء والسيارات من موقع الانفجار. وقال الشاهد إنه أخذ عيّنات من قدم بشرية كانت موجودة في مكتب القائم بالتحقيق في فصيلة البرج الذي قيل إنه تم العثور عليها في مسرح الجريمة لتسليمها إلى طبيب في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (aust)، وبقاء الأشلاء مع القائم بالتحقيق ولا يدري ماذا فعل بها. وفيما كان الادعاء يسأله عن فيديو يظهر كيفية نقل 6 سيارات تابعة لموكب الحريري من الموقع إلى ثكنة الحلو، طلب راي من الادعاء عرضه إلا أن محامي الدفاع عن أسد صبرا ديفيد يونغ قال إنه يملك نسخة عنه وحاول إظهار العبث ليلة وقوع الانفجار عند نقل السيارات، وكانت سيارتان منها موضوع التباس، واحدة لم تكن تابعة للموكب ولم يعرف القصد من رفعها وأخرى لم يرفعوها عبر «سيكاتريك» لتحطمها وأخذوا معها كل الأدلة. وبدأت الجلسة باستجواب الادعاء الشاهد الأول خليل العرب. وتحدّث عن ابن عم والده ووالد زوجته رئيس جهاز الأمن الخاص للحريري يحيى العرب الذي قضى بالانفجار والملقب ب «أبو طارق»، موضحاً أن يحيى كان أساس العائلة ومرجعها وأنهما كانا يلتقيان يومياً تقريباً، وإذا لم يلتقيا يتم اتصال أو اتصالان بينهما. وأشار إلى أنه رآه لآخر مرة في 14 شباط (فبراير) عندما أتى إلى منزلنا للاطمئنان على ابنتي التي كانت مريضة. وقال: «لحظة سماع أي انفجار أول اتصال كان يأتينا من أبو طارق. وعندما سمعنا هذا الانفجار كان الهلع، توجهت إلى مستشفى الجامعة الأميركية حيث كانت حال من الهيستيريا والتقيت بأخي هناك، وكان بحال غير طبيعية، وقال لي كلهم استشهدوا الرئيس وأبو طارق والموكب كله»، واصفاً العلاقة بين الحريري وآل العرب ب «علاقة أكثر من عمل، ولاء شخصي وأخوي لا يوصف». ورداً على سؤال المحامي عن المتضررين، بيتر هاينز، نفى خليل علمه بأن تاريخ تقاعد العرب كان يوم مقتله. وعما إذا كان موجوداً في كانون الثاني (يناير) عام 2006، لإعادة نبش أشلاء جثة عمه بعد عام على الاغتيال، فأجاب: «نعم كانوا يريدون التأكد من بعض الأشلاء التي يعود جزء منها إلى شخص آخر. نبشوها لفحص الحمض النووي وكنت الشخص الوحيد الموجود عندما حصل ذلك وأخبرت طارق ابنه وأكملنا المعاملة بإجراء الفحوص عن طريقه». وكشف أنها المرة الأولى التي ستعرف العائلة عن الموضوع. وتحدث عن كيفية تعرفه إلى جثة يحيى، وقال: «جثة أبو طارق كانت بضع أشلاء. وقالوا لنا في المستشفى إن تلك الأشلاء كانت ضمن هيكل السيارة». ولفت إلى أن «هذا الموضوع لم نعلنه أمام العائلة، أن ما تم دفنه هو أشلاء حفاظاً على مشاعرهم». وأكد أن «يحيى كان يشعر في الفترة الأخيرة بالقلق ويشعر بأن الأمور تزداد سوءاً. وكان منزعجاً». بعدها استمعت الغرفة إلى الشاهد الثاني طانيوس الجميل وهو حالياً معاون أول في الشرطة القضائية. وأشار رداً على أسئلة الادعاء إلى أنه كان يقوم بكشوف فنية وليس بالتحقيق. وشرح أنه حوالى العاشرة من مساء 14 شباط 2005 ورده «تكليف أرسل بواسطة برقية من فصيلة البرج إلى مكتبنا بالتوجه إلى مسرح الجريمة وتصوير عملية نقل سيارات موكب الحريري من المكان إلى ثكنة الحلو». وعن سبب الاستعجال في ذلك على رغم مرور ساعات على الانفجار، قال: «أمرني رئيسي العميد بذلك». وأعلن أنه قبل توجهه للمهمّة المتعلقة بنقل السيارات، ورده تكليف بأخذ عينات من والد ووالدة (أحمد) أبو عدس (الذي قيل أنه الانتحاري الذي فجّر نفسه). وأوضح أنه توجه إلى المقر العام لقوى الأمن - فرع المعلومات لأخذ تلك العينات، وقال: «أخذت 3 عينات من كل شخص بواسطة مسحات قطنية، من لعاب الشخصين في حضور رئيس الفرع وبإشراف رئيسي المباشر وسلمتها إلى المختبرات الجنائية التابعة لمركز البحث العلمي لتحليلها»، نافياً أن يكون شارك في تحليل تلك العينات. وأشار إلى أن «عملية تحليل البصمة الوراثية لم تكن في المختبر الجنائي التابع للشرطة القضائية، لأن مكتب المختبرات لم يكن مجهزاً، وإنما في مختبرات في جامعتي AUST أو اليسوعية». وعن مهمته، قال: «وصلت حوالى العاشرة والربع ووجدت شاحنات كبيرة و «سيكاتريك» ورجال الدفاع المدني وضباط في قوى الأمن الداخلي. وأوضح أنه تم رفع السيارات على مرحلتين، 4 سيارات في المرحلة الأولى وسيارتان في المرحلة الثانية. وقال: «أولاً قمت بترقيمها. رفعت 4 سيارات إلى شاحنة كبيرة ونقلت إلى ثكنة الحلو وصورتها عند إنزالها، ثم عدنا ورفعنا سيارتين وصورتهما وفي نفس الطريقة تم نقلهما الى ثكنة الحلو وصورت عملية إنزالهما أيضاً»، مؤكداً أنه واكب عملية النقل التي استغرقت حوالى 3 ساعات من مسرح الجريمة إلى ثكنة الحلو من الساعة العاشرة حتى الثانية فجراً. وقال الجميل إنه كان في مسرح الجريمة عدد من القائمين بالتحقيق، وآمر فصيلة البرج وأحد العناصر التابعين له. ولفت إلى أنه لا يمكنه التأكيد أن السيارات هي سيارات الموكب بل أن أحد الضباط قال إنها عائدة للموكب. وتحدث عن برقية تكليف بإجراء فني على أشلاء ورفع عينات منها موجودة في فصيلة البرج وانتقلنا إليها ووجدنا لدى قاضي التحقيق جزءاً من قدم مهترئة ومحترقة وقمنا بأخذ عينات منها. وأكد أن الهدف من أخذ العينات هو تحديد هوية صاحب الأشلاء. وتحدث عن أشلاء رفعت من الموقع ووجدت قرب مبنى بيبلوس واستغرق رفعها ساعات. وأخذت عينات منها للتعرف إلى هوياتها وقمت بتسليمها شخصياً إلى الطبيب في AUST. وسُلّمت الأشلاء إلى القائم بالتحقيق وهو أحد رتباء فصيلة البرج والأغراض الأخرى التي تم انتشالها بقيت بحوزته. وقال إنه زار مسرح الجريمة للكشف أيضاً على أشلاء يد. واستجوبه محامي الدفاع عن المتهم أسد صبرا، الذي عرض فيديو صوّره الشاهد لعملية نقل السيارات ال 6 المرقمة من 1 إلى 6. وأشار المحامي بالاسم إلى العميد ملاعب الذي أعطى إشارة بالسيارات التي سيتم نقلها. وتحدث عن رفع سيارة Bmw وهي السيارة الثالثة وعلم من أحد زملائه أنها لم تكن ضمن سيارات الموكب.