فيما تتجه أنظار المتداولين السعوديين إلى سوق الأسهم السعودية، إذ ينطلق تداول أسهم البنك الأهلي التجاري اليوم، توقع خبيران ماليان أن ينعكس تداول أسهم البنك إيجابياً، ومن المرجح أن يتم تداول السهم بشكل كبير في الأيام الأولى من بدء تداوله من خلال الصناديق الاستثمارية الكبرى، التي لم تتمكن من الاكتتاب فيه بحسب نشره وشروط الاكتتاب في أسهم البنك، التي اقتصرت على الأفراد من دون الصناديق الاستثمارية. وأكدا في حديثهما ل«الحياة» أن السهم سيغلق اليوم مرتفعاً بالنسبة القصوى البالغة 10 في المئة، ما سينعكس بشكل ملاحظ على أسهم القطاع المصرفي وبقية القطاعات بشكل إيجابي. وقال عضو اللجنة المالية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة تركي فدعق، إنه «من المتوقع أن ينعكس بدء تداول سهم البنك الأهلي بشكل إيجابي على سوق الأسهم السعودية، وأن يغلق السهم عند النسبة القصوى في الساعات الأولى من بدء تداوله»، مشيراً إلى أنه سيتم تداول كميات كبيرة من أسهم البنك مع بدء فتح السوق صباحاً، وسيكون لهذا انعكاس إيجابي على حجم التداول في بقية أسهم القطاعات الأخرى. وأضاف: «إن أسهم البنك الأهلي المتداولة لن تدخل في حساب المؤشر العام للسوق عند بدء التداول، إذ إن دخول الأسهم في حساب المؤشر لا يتم إلا بعد استقرار سعر السهم في السوق. أسهم الاكتتابات الجديدة يتطلب تداولها فترة زمنية معينة لحين تحديد هيئة السوق المالية احتساب حركة تداولها ضمن المؤشر العام للسوق، وتعلن الهيئة ذلك بشكل رسمي». وعاد فدعق ليؤكد أن جميع التوقعات تشير إلى وجود إقبال كبير على تداول سهم البنك الأهلي، وقال: «هناك الكثير من الصناديق الاستثمارية الراغبة في شراء أسهم البنك الأهلي والاستثمار فيه، ارتفاع معدلات الشراء من الصناديق راجع إلى عدم قدرتها للاكتتاب في أسهم البنك التي اقتصرت بحسب نشره الاكتتاب على الأفراد فقط من دون الصناديق والقنوات الاستثمارية الأخرى». ولفت إلى أن المتوقع شراء جميع أسهم البنك الأهلي التي ستطرح لتداول اليوم وغداً، وخلال الساعات الأولى من افتتاح سوق الأسهم للتداول. وأشار إلى أن الاكتتاب الذي حدث في أسهم البنك الأهلي هو الأكبر في تاريخ الاكتتابات داخل السوق المالية السعودية، خصوصاً أن الاكتتاب استقطب 311 بليون ريال، والمطلوب فقط كان 13.5 بليون ريال فقط، واستطرد بالقول: «إن المبالغ المحصلة من اكتتاب البنك الأهلي تمثل 20 في المئة من إجمالي الودائع المصرفية للمواطنين في المصارف السعودية، بحسب قوائم الربع الثاني لهذا العام». وعن أسباب ارتفاع قيمة الاستقطاب في اكتتاب البنك الأهلي، قال فدعق: «إن تغطية الاكتتاب بهذا المبلغ الكبير يعود لسببين، الأول التسهيلات المصرفية المقدمة من المصارف السعودية للمواطنين، والثاني استثمار المواطنين مدخراتهم». ونوه بأن التسهيلات المصرفية التي قدمتها المصارف المحلية كقروض للمواطنين، تقدر بأكثر من 50 في المئة من إجمالي الأموال المستخدمة في الاكتتاب، مؤكداً أن ارتفاع قيمة تغطية الاكتتاب يعطي مؤشراً عن حجم الأموال داخل الاقتصاد السعودي، التي تبحث عن قنوات استثمارية. وحول قلة عدد المكتتبين من المواطنين قياساً بالاكتتابات الأخرى التي طرحت في السابق، عزا فدعق إلى الاختلاف في وجهات النظر من الناحية الشرعية حول الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي. من جهته، قال رئيس لجنة الأوراق المالية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة محمد النفيعي، إن «من المتوقع أن يشهد تداول أسهم البنك الأهلي التجاري زخماً إيجابياً في الأيام الأولى من التداول، وما يتبعه من تأثير إيجابي في مؤشر سوق الأسهم عند احتساب الأسهم في المؤشر، نظراً إلى ارتفاع الوزن النسبي المتوقع للبنك على مؤشر السوق». وأضاف: «من الطبيعي أن يشهد القطاع المصرفي تجاوباً إيجابياً مع تداول البنك، وارتفاع معدلات المقارنة والارتباط بين شركات القطاع». وزاد: «يحدث عادة تحول في السيولة بين القطاعات، ما يحدث نوعاً من التباين في أسعار العديد من الشركات». وختم حديثه بالقول: «أتوقع مع زيادة مساحة السيولة في السوق أن تشهد السوق تحركات نشطة في أكثر من قطاع بعد استقرار المدى السعري للبنك الأهلي، بعد أيام من تداوله وعودة السيولة الحالية والداخلة إلى التنوع من جديد في السوق».