ناشد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أهل الساحل السوري التزام خيارات الحرية والكرامة للثورة السورية و «أن يختاروا شكل مساهمتهم المناسب فيها»، مشيراً إلى نظام الرئيس بشار الأسد يستخدمهم «رهائن» للحفاظ على السلطة. ودعا «الائتلاف» في بيان «لمناسبة المعارك في الجبل بين الثوار وشبيحة النظام» صدر أمس، «أهلنا في الساحل والجبل إلى التضامن من أهداف الثورة السورية في جهدها لإنهاء عقود من الاستبداد الذي لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً، وضمان الانتقال إلى دولة الحق والقانون والمواطنة المتساوية من خلال دستور عصري لا يترك حيّزاً للقلق وغياب الإحساس بالأمان لأي فرد أو جماعة، من دون تمييز على أساس جنس أو إثنية أو دين أو طائفة»، مؤكدا أن «جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية والسياسية والدينية والطائفية اكتووا بنار الطغيان الأسدي والفساد والإفقار والتمييز بأشكاله كلها». وتابع التكتل المعارض: «لا بد أن نعي جميعاً كذب النظام ونفاقه حين يحاول أن يقنع الشعب السوري والمجتمع الدولي بأنه حامي الأقليات وأهل الساحل خصوصاً، في حين يقوم عملياً باستخدام الجميع كرهائن من أجل الدفاع عن العصابة التي دمرت وطننا كلنا، وعمّمت الفساد على مدى عقود. إن الحماية الحقيقية لمكونات شعبنا، بما فيه أهلنا في الساحل، هي في أن نتعاون جميعاً، ونفك كل ارتباط مع الطغمة الحاكمة، من أجل الخلاص منها، وبناء سورية الجديدة، كدولة للقانون والمساواة والديموقراطية، بصرف النظر عن أي خلفية اجتماعية أو مذهبية». وأضاف: «جاءت الثورة سلمية وباهرة في مظاهرها ومدنيتها حتى اضطرها عنف النظام السافر إلى حمل السلاح دفاعاً عن أرواح المواطنين وأمنهم. وتجاوز في عنفه كل حدود، فلجأ إلى المدافع والدبابات ضد الشعب وتجمعاته السكنية، ثم الطائرات فالصواريخ البعيدة المدى، وانتهى إلى استخدام السلاح الكيماوي. لقد اعتمد سياسة الأرض المحروقة وارتكاب المجازر التي لم يُرتكب مثلها إلا في العصور الإنسانية القديمة، متمسكاً بسلطة زائلة لا محالة، تحت شعار معبّر عن تلك الوحشية: «بشار الأسد، أو نحرق البلد»! وقد فعل ذلك ويستمر في فعله». وبعدما ناشد أهل الساحل «التزام خيارات الحرية والكرامة التي قامت الثورة من أجلها»، قال «الائتلاف» إن النظام «يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور، وننبه إلى ضرورة عدم التورط في أي سلوك قد يسيء إلى الوحدة الوطنية لشعبنا». وأرد: «للثورة تعقيداتها ومسارها المتعرّج، وتضحياتها، وأخطاؤها أيضاً، لكنها لن تكون في النتيجة إلا للسوريين جميعاً، منهم ومعهم. وللسوريين في كل مكان أن يختاروا شكل مساهمتهم المناسب فيها، ويعملوا على أن لا يخالطها التردد أو اللبس مهما كانت الظروف صعبة وقاسية وخاصة. فالثورة إبداع وتفجّر تاريخي لطاقات الشعب، ولكل أن يبدع من خلال الفعل، ووفق حصته من مهمة تقريب ساعة سقوط النظام، وانفتاح الباب إلى سورية الجديدة». ونوه المكتب التنفيذي ل «هيئة التنسيق الوطني» المعارضة داخل البلاد ب «وعي المواطنين السوريين من سكان الساحل والمقيمين فيه وإفشالهم مخطط التفجير الطائفي». ودان في بيان «الجرائم الوحشية المستمرة التي ارتكبتها قوات النظام وميليشياته المسلحة واستخدامها الصواريخ الثقيلة في قصف الأحياء السكنية في المناطق غير الخاضعة لسيطرته والتي كانت مجزرة حي الكلاسة في حلب إحدى محطاتها ودمرت فيها مباني سكنية عدة فوق رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى استشهاد العشرات بينهم أطفال ونساء وشيوخ». إلى ذلك، قال رئيس «المجلس العسكري في حلب» العقيد عبدالجبار العكيدي لدى زيارته أحياء في المدينة، إن «المشروع الذي نسير فيه هو مشروع بلد ووطن. والوطن أكبر من أي فصيل في الجيش الحر. ويجب أن نوحد جميع الجهود لنكون أصحاب القرار، ونعتمد على السياسيين الشرفاء الذين بين أيدينا والموجودين بيننا في هذا الوطن، ولم يغادروا سورية. نحن لا نتهم من غادر البلد بأنهم ليسوا شرفاء، لكن الغالبية تعمل لمصالح شخصية»، داعياً إلى مشروع سياسي - عسكري متكامل يعتمد على الداخل.