قبيل انتهاء شهر شعبان، تطفو على سطح الأنباء أخبار بورصة انتقالات ما يمكن اعتبارهم ب «نجوم القراء» والأئمة في رمضان، بين المساجد داخلياً وخارجياً، على غرار انتقال مشاهير كرة القدم بين الأندية، فبعد اكتمال المفاوضات حول الجوانب المالية، تنتشر جدولة للأئمة والمساجد التي سيصلون فيها التراويح، عن طريق شبكات التواصل الاجتماعية المختلفة، ما حدا البعض وصف انتقالات الأئمة ب«ميركاتو» وهو سوق الانتقالات الكروية في إيطاليا. وتتنافس عادة كل من الإمارات، قطر، والكويت على استقطاب الأئمة من السعودية في العشر الأواخر من الشهر، إذ ظل ذلك التوجه يشكل ما يشبه بالظاهرة في السنوات الخمس الأخيرة، مما دفع بالعديد من المساجد في السعودية لدخول بورصة الأئمة بتقديم «إغراءات» كمبادرات قبيل الشهر الفضيل بخمسة أشهر والانتهاء من المفاوضات ليستقر القارئ في مسجده حتى نهاية رمضان. وتنشط في العادة انتقالات القراء السعوديين الرمضانية في المساجد التي لا تتبع بصفة كلية لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بحسب ما أعلنه مصدر موثوق في الوزارة، إذ أكد ل «الحياة» أن الأئمة التابعين للوزارة لا يسمح لهم بالتغيب عن مساجدهم إلا لظرف طارئ، وأن الأئمة المتنقلين ليسوا تحت مظلة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية. من جهته، أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري في تصريح إلى «الحياة» عدم سماح الوزارة لأي أحد من منسوبيها من التغيب عن إمامة المسجد إلا في أضيق الحدود وللضرورة القصوى، ولأسباب كافية بعد تأمين من يحل مكانه من المواطنين، مشيراً إلى ضرورة تعبئة استمارة لهذا الشأن تتضمن المعلومات كافة عن المكلف بالإمامة. ولعل من أشهر الأسماء نشاطاً في التنقلات الإقليمية، القراء ناصر القطامي، عمر بافضل، وإدريس أبكر، إذ تحرص عدد من الدول على انضمام قراء سعوديين إلى قائمة قرائها كمسجد الشيخ زايد في الإمارات، إذ أعلن الجامع على صفحته الإلكترونية أنه من المقرر أن يؤم جموع المصلين لصلاة التراويح في النصف الأخير من الشهر الجاري قارئان سعوديان، إذ سيتولى الإمامة لأربعة أيام إدريس أبكر، ويتولى العشر الأواخر عبدالولي الأركاني. وسجل القارئ السعودي سعد الغامدي أربع محطات لثلاث دول خليجية إضافة إلى مسجده في مدينة الخبر (شرق السعودية) في شهر رمضان الجاري، إذ أعلن عبر صفحته الإلكترونية، أنه سيؤم صلاة التراويح في العشر الأوائل في مسجد عمر الفاروق بدبي، وبعدها سيصلي بجامع محمد بن عبدالوهاب في قطر لمدة ثلاثة أيام، وليومين سيؤم المصلين في الكويت بجامع الراشد، حتى يستقر في العشر الأواخر في مسجده في الخبر. ويرى القارئ عمر بافضل الذي استدعي ليؤم المصلين في أحد المساجد في العاصمة البريطانية لندن، في حديثه إلى «الحياة» أن انتقال الإمام لدول أخرى فرصة لمراجعة القرآن والتعرف على المجتمعات الخارجية، مؤكداً عدم نظر القراء إلى الجوانب المادية، وأن القارئ يحصل عادة على مكافأة بسيطة من الجهة المنظمة. وأضاف «أسافر منذ أربعة أعوام، وأعتبر ذهاب القارئ من أجل المال نظرة دونية، وأن العادة جرت أن الدعوة تكون من الهيئات الإسلامية أو الجهات المعنية في الدول الإقليمية، وأن القارئ يحصل على مكافأة من الجهات المستضيفة».