لا تخلو أيامنا من الكثير من الأحداث الطريفة والمضحكة قد تضع البعض في مواقف محرجة أحياناً، يأتي أبرزها «هفوات اللسان» أو ما تسمى ب «التكليجة» أو «البدلية» وهي جمل أو كلمات يقولها الشخص بطريقة خاطئة تضحك الآخرين في الوقت نفسه دون قصد منه، كأن يبدل أماكن الحروف أو يقدم كلمة على الأخرى أو أن يقول كلاماً ليست له علاقة بالموقف نهائياً. يقول عبدالله محمد: «في منتصف شهر شوال من العام الماضي ذهبت لأداء واجب العزاء لأحد زملائي بالعمل وعندما هممت بالخروج من مجلس العزاء لم أتدارك نفسي إلا وأنا أقول ( أعاده الله عليكم بالصحة والعافية) مما وضعني في موقفٍ محرج جداً أمام زميلي وأهله». وليس وائل منصور أفضل من سابقه، إذ تكررت هذه المواقف معه كثيراً على حد تعبيره، «لا أنسى أبداً رحلتي من الباحة إلى جدة، التي كانت مليئة بالمواقف المضحكة فمنذ أن بدأت وزملائي بالتفكير في هذه الرحلة، اعترضتهم بالقول « بدّة جيعدة» وكنت أقصد «جدة بعيدة»، وخلال الرحلة ذاتها صادفنا حادثاً مؤلماً لم تباشره الدوريات الأمنية فقلت حينها «معقولة ما فيه لا شرور ولا مرطه» وكنت أقصد هنا الشرطة و المرور. عبدالرحمن العتيبي هو الآخر يقع في «الفخ» ذاته من العبارات المضحكة، إذ يقول: في الأسبوع الأول من زواجي زارني والد زوجتي وعند حديثي معه في الأمور السياسية أردت أن أقول له « يا طويل العمر والسلامة»، قلت عوضاً عنها «يا طويلي مالك بالعمر سلامة» مما جعلني في موقف محرج أمامه. في حين يوجد لدى علماء النفس تفسير لمثل هذه «التكليجات»، إذ يؤكد الاستشاري النفسي الدكتور حاتم الغامدي ل «الحياة» أنها تعد حالة مرضية، تسمى ب «اضطراب الكلام»، مضيفاً أن من أهم أسبابها أن يكون المتحدث ينظر إلى الكلام على أنه صور فيهتم بها، ما يؤدي إلى فقدانه التركيز على طريقة الحديث. وزاد: «إنه من الممكن أن يكون لدى هذا الشخص ما يسمى بالحبسه الكلامية نتيجة الخوف أو القلق أو التوتر من الكلام أمام الآخرين مما يفقده التركيز في عباراته. وطمأن في حديثه بوجود علاجات للتخلص من اضطراب الكلام والمعروفة ب «التكليج» تتمثل في علاجات عضوية تتمحور حول التدرب على مخارج الحروف والتعود على عدم الإسراع في الكلام وتنظيم التنفس، إضافة إلى العلاج النفسي المتضمن تعويده على الحديث أمام الناس، وعدم التركيز على «التأتأة» والتركيز عوضاً عن ذلك في محور الحديث، خلافاً لجلسات التنويم الإيحائي من أجل تغيير قناعات الشخص الموجودة في العقل اللاواعي.