كشفت جولة نفذتها «الحياة» على سوق «الصواريخ» في محافظة جدة أمس، جملة من المخالفات على الطرقات، إذ حول مخالفون أفارقة الأرصفة مركزاً لعرض تبرعات المحسنين العينية المخصصة للجمعيات الخيرية طمعاً لتحقيق عوائد مادية. واعترف عدد من «البائعين» في «الصواريخ» وهو أحد الأسواق الشعبية في «العروس»، بأن مصدر هذه الملابس هو الجمعيات الخيرية، وقال: «إنها ملابس تأتي من جانب جمعيات خيرية بأثمان رخيصة وأخرى بشكل مجاني، ليتم بيعها في أسواق الحراج بريال وريالين للقطعة الواحدة». مشيراً في الوقت ذاته إلى أنها تجارة يعمل بها منذ ثلاثة أعوام. وأضاف: «تلقى إقبالاً ملحوظاً من جانب زبائنها من المواطنين والمقيمين». وهنا أكد مدير عام المستودع الخيري في محافظة جدة فيصل الحميد ل «الحياة» أن صفقات تجارية تأتي من خلف الملابس «البالية» والتي تأتي من جانب المحسنين وهي ب «الأطنان»، إذ يتم عرضها في مزادات متخصصة في هذا الشأن. وقال : «إذا تسلمت الجمعيات ملابس مهترئة وبالية يتم بيعها في مزادات، وهناك من يعمل على شرائها ويعمد لتصديرها للخارج لأغراض خيرية، فيما يذهب ريع هذه المزادات لصالح الأعمال والمشاريع الخيرية الخاصة بالجمعيات نفسها»، مشيراً في حديثه إلى أن الملابس التي تأتي لغالبية الجمعيات تنقسم إلى نوعين أحدهما نظيف ويتم التعامل معها بشكل صحي من خلال تعقيمها وغسلها وكيها استعداداً لإيصالها للمستحقين لها من الأسر الفقيرة، والنوع الآخر وهي غير الصالحة للاستخدام، إذ تعرض في مزادات متخصصة بهدف بيعها، وزاد : « لدينا حالات مسجلة مبحوثة اجتماعياً تحت كفالة المستودع هي من تستفيد من هذه التبرعات، إذ تصل نسبة السعوديين منهم 80 في المئة، والمقيمين النظاميين 20 في المئة، إضافة إلى أن لدينا صالات تعرض الملابس النظيفة، ليطلع عليها المحتاجون من الأسر الفقيرة لتقتني ما يلزمها». في حين حذر استشاري الأمراض الجلدية الدكتور فريد جمجوم من استعمال الملابس المستعملة من دون تعقيمها لخطورتها، مشدداً على أهمية غسلها وتعقيمها قبل استخدامها، لافتاً إلى عدم وجود أضرار صحية خطرة مسجلة حال التأكد من تعقيمها بشكل مناسب. وأوضح المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة سابقاً إحسان الطيب ل «الحياة» أن هؤلاء الأفارقة يعمدون إلى جمع الأطعمة والملابس معاً، ويبدأون في بيعها عبر ساحات الحراج والأسواق الشعبية، داعياً البلديات وصحة البيئة التحري عن مثل هذه المخالفات، لافتاً إلى أنه يتعين على الجمعيات الخيرية التركيز على منح هذه الملابس إلى مستحقيها وعدم المتاجرة بها. وأشار إلى أن وجود مزادات تقيمها الجمعيات الخيرية بعد أخذ الإذن من الجهات المختصة، كالأطباق الخيرية والأعمال التشكيلية، والتي يذهب ريعها إلى الجمعيات نفسها أو بحسب الاتفاق بين المسؤولين القائمين عليها.