مقديشو - أ ف ب - هاجمت قوات حفظ السلام الأفريقية وقوات الحكومة الانتقالية الصومالية أمس أحد مواقع «حركة الشباب المجاهدين» في ضواحي مقديشو، فيما عطل سوء الأحوال الجوية العملية العسكرية الكينية ضد المتمردين في جنوب الصومال. وتركزت المواجهات في ضاحية دينيل في مقديشو، أحد آخر الجيوب التي لا يزال يسيطر عليها الاسلاميون في المنطقة. وقال المسؤول الأمني ابراهيم عبدالله إن «قواتنا باتت تسيطر على غالبية الأماكن في دينيل التي هاجمناها صباح (أمس)... نتقدم نحو آخر معاقل الارهابيين ونأمل السيطرة على المدينة كلها قريباً». وفاجأ الإسلاميون الجميع في آب (اغسطس) الماضي بانسحابهم من مواقعهم الأساسية في مقديشو، لكن «الشباب» التي ما زالت تسيطر على معظم أنحاء جنوب الصومال ووسطه، حذرت من أنه انسحاب تكتيكي فقط واستمرت في الضغط على العاصمة. وتعهد المتمردون الموالون لتنظيم «القاعدة» مطلع الشهر إطاحة الحكومة الانتقالية التي يدعمها المجتمع الدولي وتبنوا اعتداء بشاحنة مفخخة على مجمع وزاري في المدينة أسفر عن سقوط 82 قتيلاً. وقتل انتحاري فجّر سيارته مساء أول من أمس قبل بلوغ هدفه قرب تقاطع طرق مكتظ في العاصمة. وأشار المسؤول الأمني الصومالي إلى أن المعارك بين «الشباب» والقوات الأفريقية والحكومية صباح أمس أسفرت عن اصابة جنديين حكوميين بجروح طفيفة، لكنه اكد ان «العدو» ترك وراءه عدداً من القتلى. وأكد شهود إصابة مدنيين في تبادل إطلاق النار. وفي جنوب البلاد، يخضع «الشباب» لضغط الجيش الكيني الذي تعطل هجومه بسبب سوء الأحوال الجوية. وقال الكومندان ايمانويل شيرشير: «لم نتحرك من المدن الثلاث التي سيطرنا عليها بسبب الأمطار الغزيرة، لكننا نتوقع السيطرة تماماً على افمادو ما أن يكف المطر». وأعلنت نيروبي أول من أمس أن قواتها المدعومة بغارات جوية، متمركزة على بعد مئة كلم داخل الاراضي الصومالية في قوقاني، وتقع افمادو إلى الشرق غير بعيدة عنها. وكانت كينيا شنت نهاية الأسبوع الماضي عملية عسكرية على المتمردين إثر خطف الاسبانيتين مونتسيرات سيرا وبلانكا تيباوت من مخيم داداب الذي يقع على مسافة مئة كلم من الحدود الصومالية. وتتهم نيروبي «الشباب» بخطفهما وخطف البريطانية جوديث تيبات والفرنسية ماري ديديو التي توفيت في الأسر، كما أعلنت باريس. وأوضح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمس أن خاطفيها يريدون «بيع جثتها». ومنذ الأحد الماضي، كثفت «الشباب» التي تنفي التورط في هذه العمليات التهديد والوعيد. وفي خطاب ألقاه لمناسبة يوم «الابطال» في نيروبي، أعلن الرئيس الكيني مواي كيباكي أمس أن بلاده ستدافع عن «وحدة وسلامة» أراضيها «بكل الوسائل». وقال: «سندافع عن وحدة وسلامة اراضينا بكل الوسائل اللازمة لضمان السلام والاستقرار... قواتنا الأمنية بدأت عمليات داخل حدودنا وخارجها ضد ناشطين يسعون إلى زعزعة استقرار بلدنا». وتابع: «لكن أمن بلدنا لا تؤمنه قواتنا الامنية وحدها. فلكل واحد منا دور يلعبه لضمان عدم استخدام أي واحد منا لتعريض امننا واستقرارنا للخطر». وأوضح: «علينا أن نكون متيقظين وأن نعمل كوطنيين حقيقيين على كشف العناصر السيئة بيننا»، ملمحاً بذلك إلى احتمال تسلل عناصر من «الشباب» إلى كينيا.