في حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والرئيس التركي عبدالله غل، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وقّع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره التركي علي بابا جان على اعلان مشترك جاء فيه: ان العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية اكتسبت في السنوات الأخيرة زخماً كبيراً. وبناء على إرادة الطرفين لتوسيع هذه العلاقات وتطويرها في شتى المجالات، تم الاتفاق خلال المحادثات التي أجريت في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر بين الرئيس التركي عبدالله غل وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الآتي: أولاً، في خصوص المسائل المتعلقة بالسياسة والأمن: يقوم الطرفان بتعميق التشاور والتعاون بشأن القضايا الإقليمية التي تهم البلدين، وتبادل الزيارات رفيعة المستوى بانتظام، واستمرار التعاون والتنسيق في المجالات السياسية والثقافية والأمنية والقانونية، خصوصاً في مكافحة الإرهاب والجرائم. ثانياً، المسائل الاقتصادية: استمرار العمل على إزالة كل العراقيل التي قد تواجه التجارة والاستثمارات البينية، وتكثيف لقاءات رجال الأعمال من البلدين، وتيسير الزيارات المتبادلة بينهم. كما اتفق الطرفان على تعزيز التعاون المصرفي بينهما بما في ذلك النظر في فتح فروع للمصارف العاملة لكل بلد في البلد الآخر وفقاً للأنظمة والإجراءات المتبعة في هذا الشأن. ويشجع الطرفان تدفق الاستثمارات المتبادلة والاستفادة من الفرص المتاحة، وفي هذا الصدد، ينّوه الجانب التركي بالإصلاحات الاقتصادية التي يشهدها الاقتصاد السعودي التي أسهمت في تميز المناخ الاستثماري في المملكة. وتتابع المملكة باهتمام جهود الحكومة التركية في الإصلاح الاقتصادي والأداء الاقتصادي التركي. ولتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين تحث القطاع الخاص السعودي للنظر في الاستثمار بتركيا، خصوصاً في القطاع الزراعي والصناعات الزراعية التحويلية بما يحقق هدف التكامل الاقتصادي بين البلدين، وسعياً لتحقيق هذا الهدف اتفقت الحكومتان على إقامة ندوة لتعريف القطاع الخاص السعودي بالفرص الاستثمارية المتاحة في تركيا، خصوصاً المشروع المقدم من الحكومة التركية. ويعمل الطرفان على اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها زيادة حركة المواصلات البرية والبحرية والجوية وتسهيل النقل بالعبور الترانزيت بين الطرفين. العمل على إنهاء كل الإجراءات القانونية اللازمة للمصادقة على اتفاقات حماية وتشجيع الاستثمارات والنقل البري ومنع الازدواج الضريبي الموقعة بين البلدين، لضمان دخولهما حيز التنفيذ بأسرع وقت ممكن لتحقيق الفائدة المرجوة منها. والعمل على تكثيف اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة ومجلس رجال الأعمال المشترك وعقد المعارض التجارية. وبهدف تطوير العلاقات الاقتصادية يتم تقديم تسهيلات في التأشيرات لرجال الأعمال. ويعمل الطرفان على تنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية في البلدين بهدف إبراز الثراء الثقافي لديهما. والعمل على تعزيز التشاور والتعاون الثنائي في مجال الطاقة، ويدعوان في هذا الصدد لتكثيف التعاون وتبادل الخبرات بين الشركات العاملة في هذا المجال بالبلدين. ولتعزيز التنسيق بين البلدين في مجال التعاون الإنمائي الدولي، سيبذل الطرفان جهودهما من أجل سرعة التوصل إلى إبرام اتفاق التجارة الحرة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجمهورية التركية. ثم عقد خادم الحرمين الشريفين والرئيس التركي ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان اجتماعاً مغلقاً. وكان خادم الحرمين الشريفين بحث في مقر إقامته في أنقرة بعد ظهر أمس مع رئيس وزراء تركيا مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإسلامية والدولية، خصوصاً القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في لبنان والعراق، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين في شتى المجالات وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.