تقود الشيخوخة مع بعض الامراض الى المعاناة من نقص الرؤية او حتى الى العمى الكامل، والسبب يعود الى حدوث اضرار بالغة في مستقبلات الضوء في شبكية العين، مع العلم ان العصب البصري سليم للغاية وكل ما هنالك ان هناك "أزمة" اتصالات بين شبكية العين والعصب البصري. ومن اجل اعادة العلاقات "الودية" الصحية طبعاً بين العين والعصب البصري يفكر الباحثون في مختبرات "اوك ريدج" الاميركية، بالاستعانة بالسبانخ في هذه المهمة الفريدة من نوعها، اذ ذكر العلماء انهم عثروا على نوع من البروتينات فيه اي السبانخ قادر على تحويل الاشعة الضوئية الى اشارات كهربائية، وتقوم فكرة البحاثة على وضع البروتين المذكور في الموضع الذي توجد فيه المستقبلات الضوئية المتضررة في الشبكة العينية وبذلك يمكن اكمال الحلقة المفقودة في عملية الابصار. البروتين المتواجد في السبانخ يعرف باسم "فوتو سيستيم 1" وهو المسؤول عن تحويل الاشعة الضوئية الساقطة على اوراق السبانخ الى انسجة جديدة. وقد تمكن العلماء من توليد شحنة كهربائية تصل طاقتها الى فولت واحد باستعمال البروتين المذكور، وبناء على هذه يأمل العلماء ان تمكنهم هذه النتيجة من ارسال اشارات كهربائية كافية من العين الى الدماغ. بقي على البحاثة ان يعرفوا عن قرب اذا كان المخ يستطيع "تفسير" الاشارات التي يبعثها بروتين السبانخ، وهل هو سيعمل في العين كما يعمل في اوراق النبات؟ اذا سارت الرياح كما يشتهي البحاثة فان السبانخ ستحتل مركز الصدارة في لائحة الاغذية العلاجية، وبانتظار النتائج لا بد لنا ان نعرج على المزايا الصحية الاخرى للسبانخ. يعتبر السبانخ من الخضروات المشهورة ان لم يكن اهمها على الاطلاق، نظراً الى ما يحتويه من عناصر ومركبات مغذية تحمل للانسان الصحة والعافية. السبانخ غذاء حي عرفه الاطباء منذ اقدم العصور وظل لقرون عدة مركز اهتمامهم، يصفونه لعلاج مرضاهم، وعنه يقول ابن سينا انه مفيد في امراض الصدر، نيئاً كان ام مطبوخاً، كما ان عصيره المحلى يساعد في علاج اليرقان ابو صفار والحصيات البولية وصعوبة التبول. والسبانخ مقو للقلب نظراً الى غناه بحامض الفوليك والفيتامين ب 12 وب 6، عدا ذلك فهو اي السبانخ يحتوي على العناصر المعدنية الثلاثة المفيدة للقلب الا وهي الكالسيوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم، فهذه المعادن، اضافة الى عناصر الصوديوم تلعب دوراً رئيسياً وأساسياً في تنظيم حركة السوائل في الجسم. وحسب الباحثين فإن الكثير من الناس يعانون من زيادة في مستوى الصوديوم عندهم على حساب المعادن الثلاثة مغنيزيوم، كالسيوم، بوتاسيوم الامر الذي يفتح الباب على مصراعيه امام الاصابة بارتفاع الضغط الشرياني. ومن هنا فان خير وسيلة لكسر هذه الحلقة المعيبة تكون بأكل الخضروات خصوصاً السبانخ للتزود بالمعادن الضرورية للجسم، وبالتالي لتنظيم ارقام الضغط الشرياني. ومن المعادن الاخرى المتواجدة في السبانخ هناك الكبريت والفوسفور والنحاس والكلور والحديد، وهذا الاخير متوافر بكمية معقولة، لكن السبانخ ليس الاغنى به بين الخضروات، وعلى من يفكر يوماً بهجر اللحوم لفترة قصيرة او طويلة، ان يستعين بالسبانخ للتزود بالحديد المهم لتصنيع الكريات الدموية الحمراء الضرورية لنقل الاوكسجين. ان استهلاك 200 غرام من السبانخ المطبوخ يؤمن للانسان ما يعادل 20 الى 30 في المئة من احتياجاته اليومية من الحديد. والسبانخ غني جداً بالكاروتينيدات والفلافونيدات المعروفة باهميتها الكبرى في تحصين الجسم ضد العوامل المسرطنة، وهناك العديد من الدراسات التي بينت اهمية الخضر ذات الاوراق الخضراء في الوقاية من السرطانات. ففي دراسة قام بها العلماء على مجموعتين من الاشخاص، الأولى يعاني اصحابها من سرطان الرئة، بينما افراد المجموعة الثانية اصحاء تماماً، وعند البحث والتمحيص لدى الاشخاص في المجموعتين تبين ان الفارق الوحيد يكمن في ان الاشخاص المصابين يستهلكون كميات قليلة لا بل شحيحة من الخضروات ذات الاوراق الخضراء ومنها السبانخ. ويجب الا يغيب عن اذهاننا بأن السبانخ مصدر جيد للفيتامين ث الذي يدعم صمود الابدان ضد العدوان الميكروبي، كما انه اي فيتامين ث يمثل السند القوي للجسم في حربه ضد الجذور السليمة في هذا العضو او ذاك. ان طبقاً من السبانخ يؤمن للشخص ما يقارب نصف حاجته اليومية من الفيتامين ث. بقي علينا ان نعرف ما يلي عن السبانخ. * ان افضل انواع السبانخ هو ذو اللون الاخضر القاتم او المائل للسواد والطازج الذي يقطف ويؤكل في اليوم نفسه. * ان السبانخ غني بحامض الاوكزاليك، لهذا على المصابين بالحصيات الكلوية ومرض النقرس ان يحذروه ويتجنبوه. * ان السبانخ قد يحتوي بين طياته على كميات عالية من النيترات والمعروف ان هذه يمكن ان تتحول في الجسم الى مادة النيترات المتهمة بأنها مسببة ومثيرة للسرطان سرطان المعدة. ان غسل السبانخ وطهيه يزيلان حوالي 30 في المئة من النيترات فقط لا غير!