تفقدت الرئيسة الارلندية ماري مكاليز برفقة زوجها السيناتور مارتان مكاليز ووفد رسمي ارلندي أمس، موقع الكتيبة الارلندية العاملة في اطار القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل)، وذلك في بلدة تبنين. ووصلت مكاليز على متن طوافة تابعة ل «يونيفيل»، وزرعت شجرة أرز على أرض الموقع في حضور قائد القوات الدولية الجنرال ألبرتو أسارتا، كما وضعت إكليلاً من الزهر على نصب تذكاري مخصص لجنود قوات حفظ السلام الارلنديين ال 47 الذين لقوا حتفهم في خدمة السلام في جنوب لبنان. وتفقدت لاحقاً مواقع القوات الارلندية على الخط الأزرق، كما زارت دار الايتام في تبنين. وشكر قائد القوة الارلندية الكولونيل فرانك بولغير لرئيسة بلاده دعم «يونيفيل»، مؤكداً ان «مساهمات أرلندا ودول أخرى ذات أهمية حيوية بالنسبة لنا لتنفيذ ولايتنا على نحو فعال والحفاظ على السلام والأمن في جنوب لبنان». وقال اسارتا من جانبه: «كانت القوات الارلندية وتضحيات افرادها في يونيفيل دائماً مصدر إلهام لأولئك الذين خدموا في هذه الأرض، ولا يزال تفانيهم في مهمتهم من اجل السلام والناس الذين استضافوهم حتى في أصعب الأوقات محفوراً في ذاكرة شعب الجنوب». وأشارت الرئيسة الارلندية الى ان زيارتها الى جنوب لبنان «هي الثانية بعدما كانت زارت موقع تبنين منذ 14 سنة بعد بضعة اسابيع من وصولي الى سدة الرئاسة في ارلندا»، وقالت: «لدى عودتي ستكون آخر زيارة لي للخارج كرئيسة للبلاد، جئت لأشكر الكتيبة الارلندية حافظة السلام وإرلنديين آخرين يعملون ضمن قوة الاممالمتحدة المؤقتة في لبنان، اولئك الذين قدموا هبة حيوية لإنجاح مهمة هذه القوة لاستعادة السلام على ارضكم وحماية الاهالي في هذه المنطقة، وتأثرت بشكل خاص عندما زرت دار الايتام في تبنين وسمعت قصص الدعم والحماية التي قدمها جنود السلام الارلنديون على مدى أعوام لهؤلاء الاولاد الذين هم اكثر من يحتاج للاهتمام. وأنوي العودة الى ذلك الميتم لالتقي بالموظفين والاولاد هناك، ولالتقي بخاصة تلك الفتاة التي حيتني عند تلك الزيارة منذ 14 عاماً، والتي قد تخرجت الآن من الجامعة». وأضافت: «عادت قوات حفظ السلام الارلندية الى تبنين وأعيدَ تأسيس روابط الصداقة القديمة مع القادة المحليين، لاننا نعلم ان هذا اساس لفاعلية مهمة الكتيبة الارلندية ولاستقرار وأمن المنطقة واهلها. هذه المهمة تدور حول الناس، حول حريتهم، امنهم، راحة بالهم وقدرتهم على الازدهار في ارضهم». وأملت ب «سلام راسخ ودائم كي يتمكن ابناء هذه المنطقة الجميلة من معرفة ايام يسودها السلام والازدهار»، ووزعت ميداليات على افراد الكتيبة الارلندية. وتعتبر إرلندا من أوائل المساهمين في قوات «يونيفيل» منذ عام 1978. وتنشر حالياً كتيبة من 453 جندياً في جنوب لبنان. وكانت الرئيسة الارلندية عقدت محادثات قمة مع نظيرها اللبناني ميشال سليمان ليل اول من امس، وتوافقا بحسب بيان للمكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، «على اهمية الدور الذي تضطلع به يونيفيل في لبنان»، وعبّرا عن «تطلعهما إلى تعميق العلاقات الثنائية على كل المستويات». وامل سليمان في كلمة خلال عشاء على شرفها، في «ان يكون الحراك العربي المنفتح على آفاق الإصلاح والديموقراطية والحداثة، بعيداً من أي عنف أو تطرف أو فئوية متعارضة مع الفكر القومي الجامع والمستنير»، مثنياً «على الموقف الارلندي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعم لفلسطين في حقها في عضوية المنظمة الدولية». واعتبرت الرئيسة الارلندية «أن المنطقة تمر في ظروف صعبة وغامضة، ومهمة يونيفيل دقيقة ومحفوفة بالمخاطر، وعودة القوات الارلندية إلى صفوفها خير دليل على إيماننا بأن دور القوات الدولية لا يزال ذا أهمية حيوية بالنسبة إلى لبنان والمنطقة المجاورة في الوقت الراهن»، مشددة على «ضرورة عدم توفير أي جهد لضمان أمنها وسلامتها».