اقدم للقراء اليوم عارضة الازياء الاميركية باتريشيا هيل. وهي ليست عارضة تقليدية في عمر الورد وذات جمال خرافي، وانما امرأة في الثانية والاربعين طولها 175 سنتيمترا، اهم ما فيها ان مقاساتها كلها تعكس امرأة طبيعية لا عارضة جائعة اذا اصيبت بحكة لا تجد على جسمها جلداً كافياً تحكه. وقد اقبلت دور الازياء مثل هوغو بوس ورالف لورين وكريستيان ديور وغيرها على باتريشيا هيل لانها تمثل النساء اللواتي يشترين الازياء. ووجدت امامي ارقاماً عن هذه العارضة النموذجية، تفوق ما عند مؤشر داو جونز، من محيط رأسها، وهو 22 بوصة الى ارتفاع كعبها عن الارض، وهو 5.3 بوصة. وبين هذا وذاك فعرض كتفيها 16 بوصة، ورقبتها 14 بوصة، وعضلاتها 11 بوصة، وساقها حتى الركبة 20 بوصة، ومن الركبة حتى الارض 25.19 بوصة، وهكذا الى ما لا نهاية. واقول للقارئ "المتري" ان البوصة تعادل 2.2 سنتيمتر، ثم اسحب العارضة باتريشيا هيل من امامه، لانه اذا كان سيركض وراء امرأة في الثانية والاربعين، فالافضل ان يركض وراء زوجته، لا عارضة بدأت تقترب من انتهاء الصلاحية. توقفت من العارضة النموذجية امام ثلاثة ارقام، فمقاييس الجمال التقليدية للصدر والخصر والردفين هي 36-24-36. ولكن المرأة التي تشتري الازياء، كما تمثلها العارضة الاميركية، مقاييسها هي 75.35 للصدر لن نختلف على ربع بوصة و27 بوصة للخصر، و25.34 بوصة للردفين تحت الخصر بثلاث بوصات او 25.38 بوصة للردفين تحت الخصر بثماني بوصات. مقاييس الجمال الاصلية 36-24-36 مأخوذة على ما يقال من تمثال فينوس دي ميلو المعروض في متحف اللوفر. وأهم ما في فينوس ان ذراعيها مقطوعتان، فلا تقول لك "هات" كل خمس دقائق. وسمعت رجلاً يقول ان مقاييس زوجته 36-24-36، الا انها ليست بالضرورة بهذا التسلسل. وهو اضاف ان زوجته مثل فيراري فوزنها في مؤخرتها. وهو ليس افضل، فوزنه زاد، وفشلت كل محاولاته انزاله، اذ لم ينقص فيه سوى شعره. وقد حرم كبيراً من ممارسة هواياته شاباً، ولم يعد يستطيع لعب كرة القدم، لانه اذا رأى الكرة لا يستطيع ركلها، واذا استطاع ركلها فهو لا يراها. وعلى الاقل فكرشه الذي يقف سداً في وجه ممارسة كرة القدم اكسبه مظهراً انسيابياً جميلاً، مثل الفيراري التي تحدث عنها. هل هناك حل وسط بين عارضة "اربعينية"، واخرى في ربيع العمر نحيلة درجة ان نحتاج الى النظر اليها مرتين لنراها مرة واحدة؟ لا افهم شخصياً سر طلب النحول المفرط في العارضات، فالنساء لسن كذلك، ثم ان النحول ليس جميلاً. واين الجمال في عارضة اذا اغلقت عيناً واحدة اعتقدتها إبرة. وهي اذا وقفت تحت "الدوش" تحتاج ان تنط حتى تبتل. من ناحية اخرى هناك التي "توسعت" كالاحتلال الاسرائيلي، واصبح تصويرها غير ممكن الا من قمر صناعي. افضل من هذه وتلك حسناء بسمتها تغير بلدة صغيرة، او تجعل الموز الاخضر ينضج من دفئها. مثل هذه جمالها يطلع الروح… خصوصاً اذا ضبطك زوجها في حالة اعجاب. امس رأيت حسناء من هذاالنوع ترتدي ثياباً ضيقة الى درجة ان نفسي انقطع. ولكن مثل هذه قليل، والموجود خصوصاً في البيوت، من نوع تلك التي اشتركت في مباراة جمال وطلعت ثانية، مع انه لم يكن لها اي منافسة. ولكن اعود الى العارضة باتريشيا هيل، فالجمال ليس بوصات او سنتيمترات، وانما هو في عين من تحب. ومع ذلك فمطلوب منا ان نصدق ان 31 رقماً من "شوشة" الرأس الى اخمص القدمين تحدد مقاييس الجمال المثالية. نحن في عمر اذا قالت لنا واحدة "نعم" فهي جميلة