نعيش هذه الأيام تغيّراً موسمياً في الأحوال الجوية وتقلبات يومية في درجات الحرارة، وشهدنا موجة باردة نوعاً ما خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وبعدها عاد الطقس إلى الدفء من جديد. ولا شك في أن لهذه التغيرات آثاراً سلبية على صحة الأفراد، خصوصاً الأطفال، إذ نشهد في مثل هذه الأيام كل عام ازدحاماً لدى المستشفيات وأقسام الطوارئ، خصوصاً المستوصفات الأهلية، التي ومع الأسف الشديد تستغل مراجعيها بشكل سيئ، وتعاملهم على أن صيد ثمين يجب عدم التفريط به. ولاحظ الجميع في السنوات الأخيرة كثرة المستشفيات الخاصة، وفي رأيي أن هذا يعود إلى ضعف الخدمات الصحية المقدمة من وزارة الصحة، إضافة إلى أنها تجارة رابحة، فلا أحد يهتم بما يدفعه عندما يدهمه المرض. وعلى رغم كل هذه العوامل وما تحصل عليه تلك المستشفيات من أرباح وتسهيلات وغض طرف عن مخالفاتها وتجاوزاتها، إلا أنها ما زالت تمارس أساليب لا تتسق والرسالة السامية لمهنة الطب، مثلاً عندما يصرف لك الطبيب علاجاً باهظ الثمن لمجرد أنه موجود في الصيدلية التابعة للمستوصف، مع أن هناك بدائل بسعر أقل وبالجودة نفسها، ولكنها غير موجودة في الصيدلية. ألا يعتبر ذلك تدليساً من الطبيب؟ أيضاً عندما يطلب الطبيب إجراء تحاليل وفحوصات غير ضرورية، بل ربما يكون قد شخّص المرض من الفحص السريري، يفعل ذلك لمجرد زيادة دخل المستوصف، ألا يعتبر ذلك غشاً لهذه المهنة؟ أعلم أنه من الصعوبة تدخل وزارة الصحة في مثل هذه التصرفات، فهي في المقام الأول تعود إلى الضمير المهني للطبيب، ولكن في المقابل هناك مخالفات ترتكبها تلك المستوصفات في الإمكان أو تلافيها على الأقل التقليل منها وتنبيه أفراد المجتمع عليها وكيفية التعامل معها، وأقلها تحديد كلفة التحاليل بجميع أنواعها، وعدم العمل بأي جهاز تحليل طبي قبل وجود استخراج ترخيص من الوزارة يوضح فيه قيمة الفحص. كما أنه من الملاحظ اختلاف أسعار الكشف الطبي لدى الاختصاصيين والاستشاريين بين مستشفى وآخر، وهو ما يؤكد وجود فوضى وعدم الاحتكام على لائحة موحدة. أسوق هذه الملاحظات في هذه الأيام وقبل دخول موسم الشتاء، مع أنه يفترض التنبه لها في كل وقت، وأتمنى من المسؤولين في وزارة الصحة مراقبة المستشفيات الخاصة وتراخيصها، والتأكد من مخالفاتها والتعامل معها بحزم، خصوصاً أنها تمس حياة الأفراد وصحتهم وتشوه مهنة عظيمة، كما لا أنسى المطالبة بضرورة القيام بجولات مفاجئة بين الفينة والأخرى على الصيدليات التي نافست البقالات في كثرتها وتباينت أسعار المعروض فيها بشكل يثير الاستغراب، وتحولت في السنوات الأخيرة إلى محال لبيع العطورات والكريمات. فارس المطيري - الرياض