ركّز المتحدثون في الندوة التي نظمتها اللجنة الثقافية في مهرجان"سوق عكاظ"مساء الأحد الماضي، وأخذت عنوان"شعر المرأة بين التقليد والتجديد"، وشارك فيها الدكتور فواز عبدالعزيز اللعبون والدكتورة فاطمة إلياس والدكتور معجب العدواني وأدار الندوة الدكتور ظافر الشهري، على إنجاز المرأة الإبداعي في الشعر، مؤكدين ارتباط المرأة بسوق عكاظ منذ أن كانت الخنساء فيه تلقي شعرها. وتذكروا ذلك التاريخ الإبداعي للمرأة، ومقارنته بإنجازها الذي أصبح لها في الثقافة الحاضرة. وخلصت الندوة إلى أن المرأة استطاعت فعلياً أن تكتب نصها الإبداعي وتحقق وجودها فيه. وتطرق النقاد، خلال الندوة، إلى إنجاز المرأة الإبداعي في الشعر ومدى تحقيق هذا الإنجاز لهويتها التاريخية والثقافية والوجودية. إلى ذلك، تنظم اللجنة الثقافية مساء اليوم أمسية شعرية، يشارك فيها الشعراء المنصف المزغنيتونس، وفاطمة ناعوتمصر، وكريم معتوقالإمارات، ويدير الأمسية الدكتور عبدالمحسن القحطانيالسعودية، ويقرأ الشعراء قصائدهم في كل من خيمة النابغة الذبياني وخيمة الخنساء، في موقع السوق. يذكر أن خيمة الخنساء مرتبطة صوتياً بخيمة النابغة، وتشهد حضوراً نسائياً مكثفاً يعكس اهتمام المرأة الحديثة بالشعر والثقافة. الفرا يقف وحيداً حاملاً ."قصة حمده"وحديث"الهيل للدلة" شهدت رابع أمسيات مهرجان"سوق عكاظ"أكبر حضور منذ انطلاق فعالياته، إذ كان للشعر المحكي أو العامي حضور صارخ في عكاظ الفصيح، متمثلاً بالشاعر السوري عمر الفرا صاحب حمده. وقف الفرا وحيداً خلال الأمسية بعد اعتذار"شاعر المليون"يوسف العصيمي عن الحضور. أدار الأمسية عبدالعزيز عسيري، وكان من المستغرب أن يشهد عكاظ الفصيح هذا الحضور غير المتوقع من الجنسين، إذ امتلأت خيمة النابغة ورديفتها الخنساء بالزوار الذي عكس شعبية الشعر العامي وشعبية عمر الفرا خصوصاً، فلم تسجل الأمسيات السابقة سوى نسبة حضور متواضعة، قياساً بما كان عليه الحال بالنسبة لأمسية الفرا الذي وقف وحيداً قائلاً لحضوره وجماهيره:"تعالوا لي أحدثكم". وألقى نص"حديث الهيل للدله". وجاء فيه:"تعالوا لي أحدثكم/حديث الهيل للدله/حديث العين للكحلة/حديث الميه للنسمة/وحديث الشفة للبسمة/ تعالوا لي أنا منكم قرايبنا/ قرايبكم وعدوي هو عدو لكم". ثم ألقى نص"عيناك سبع لغات"قال فيه:" حدثتني عيناك سبع لغات/يعجز الشعر عن حديث العيون/ مثلها الصبح في شروق الصحاري/مثلها السحر في الغمام الهتون/ كخيول من مطلع الشمس همت/بوثوب أو باقتحام الحصون/ رب سهم بنظرة منك يغزو/جيش فتح الإسكندر المقدوني". امتدت الأمسية إلى منتصف الليل، إذ ألقى الشاعر عمر الفرا قصائد عدة، أهمها"قصة حمده"التي استمر الحضور بطلبها و"حبة الهيل"و"كوثر"و"اثار"و"عرار"، وقصيدة"محمد الدرة"التي أهداها للمناضلين الفلسطينيين في أرض الاحتلال، وختم الفرا أمسيته بشكره لمن كان وراء قدومه، ودعوته إلى محفل عكاظ، وتم تكريمه من أمين سوق عكاظ .