يبحث المؤتمر العربي ال 22 لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات إيجاد مشروع قانون عربي نموذجي استرشادي لمكافحة جرائم المخدرات المرتكبة بواسطة الانترنت إلى جانب نتائج اللقاءات العربية والمستجدات الدولية في مجال المخدرات من حيث مراكز الإنتاج وأنماط الاستهلاك وأساليب التهريب وطرق المكافحة والتصدي ومدى تأثيرها على المنطقة العربية. ويناقش المؤتمر الذي بدأ أعماله أمس - بمشاركة المملكة بوفد ترأسه العميد عواض الجعيد وممثلين من دول عربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية - دور الهيئات والجمعيات التطوعية ومؤسسات المجتمع المدني في مجالات التوعية والوقاية من المخدرات وعلاج المدمنين وتأهيلهم ورعايتهم اللاحقة وسبل دعمها وتفعيلها، فضلاً عن موضوع يتناول أضرار المخدرات وأثرها في التنمية المستدامة في الوطن العربي، وآخر حول دور الجهات المختلفة في الدول العربية في مكافحة المخدرات والتوعية من أضرارها. وأكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد علي كومان في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر، أهمية زيادة التعاون بين الأجهزة المعنية كافة بإنفاذ القانون والأجهزة القضائية المختلفة من أجل ضمان ملاحقة مرتكبي جرائم المخدرات الخطرة والحيلولة دون إفلاتهم من العقاب الذي يستحقونه، وهو ما يتطلب تعزيز هذه الأجهزة وتدريبها وتزويدها بما تحتاجه من تقنيات حديثة. وأشار الدكتور كومان خلال المؤتمر إلى أن التحقيقات المتعلقة بعمليات الاتجار تبدو معقدة في ظل عدم وجود أدلة دامغة وقاطعة في معظم الأحيان ما يستدعي تطوير القوانين بما يتيح إدانة الأشخاص المتورطين فعلياً في المخدرات ومصادرة ثرواتهم المتأتية من أعمال إجرامية أو غير مشروعة قاموا بها، متطرقاً إلى الأهمية الكبيرة لقيام تعاون وثيق بين الدول المختلفة من أجل ضمان هذه الغاية، خصوصاً على صعيد تبادل المعلومات والأدلة التي من دونها يتعذر على التحقيقات والملاحقات الجارية أن تصل إلى النتيجة الحاسمة المطلوبة. وركز الأمين العام للمجلس في كلمته على أهمية التوعية بأضرار المخدرات لما تمثله من عامل حاسم على هذا الصعيد، وعلى ضرورة أن تبدأ التوعية داخل المجال الأسري منذ الصغر لأنه أمر جوهري في فترة تشبّع الطفل بالقيم الدينية والمبادئ الأخلاقية ما يشكل لديه حصانة قوية تحميه من السقوط في الإغراءات، داعياً أيضاً إلى استمرار التوعية خارج نطاق العائلة، إذ تقع مسؤوليتها على الهيئات المعنية المختلفة رسمية كانت أو خاصة إلى جانب فعاليات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية والتربوية. وحضّ الأجهزة الإعلامية بصورة خاصة على الانتباه كثيراً لما تبثه أو تنشره وتروّج له، وهو ما قد يشجع بعض المراهقين والشباب على التأثر بهذا المحتوى الإعلامي. وقال إن نجاح حملات التوعية لا يرمي فقط إلى حماية الكثيرين من السقوط في شرك المخدرات، بل أيضاً إلى التقليل من احتمالات الإجرام في المستقبل بالنظر للترابط القوي القائم بين الجريمة والمخدرات، خصوصاً أن المدمن يمكن أن يلجأ إلى كل الوسائل الممكنة لتوفير حاجاته ومستلزماته من المواد المخدرة. وأعرب الدكتور كومان عن خالص التقدير لوزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب الأمير نايف بن عبدالعزيز والى وزراء الداخلية العرب كافة على مساندتهم الكبيرة لأمانتهم العامة وعلى جهودهم لتدعيم المسيرة الأمنية العربية المشتركة.