لا يقرأ المتفرج في ثنايا خطوط ملونة رسمتها أنامل صغيرة تعود لطفل، حياته لم تتعد أعواماً عدة، على لوحة كانت يوماً بيضاء شيئاً"واضحاً"، سوى نكهة لاذعة للبراءة. عندما يمسك الطفل بريشة الفنان يبدع بطريقة مختلفة عن غيره، ليتفوق أحياناً باختياره للألوان الجذابة المعبرة على عمالقة المدرسة"التجريدية"، ويعبر بوضوح وبساطة عن كل ما يحلو له من مشاعر وليدة، مثبتاً أنه لا يقل جدارة عن كبار الرسامين، فهو يشترك معهم في التعبير عن"إحساس صادق"، قد يغيب أحياناً عن منافسيه الكبار. هذا ما يقوم به الأطفال في جمعية الأطفال المعوقين عندما يقترب موعد"براءة الألوان"بشعار:"ضوء على لوحة إبداع"الذي يظهر من خلاله جميع إبداعاتهم الرسومية والمنتجات الفنية، التي ترسمها بإبداع أناملهم الصغيرة ومخيلتهم الفطرية، بمساعدة معلماتهم في الجمعية. استطاع أكثر من 100 طفل وطفلة داخل الجمعية التعبير عن ذاتهم وقدراتهم في مهرجان"براءة الألوان الثامن"، انطلاقاً من مبدأ التعاون بين المجتمع، وتوحيداً لدعم برامج أبناء ذوي الاحتياجات الخاصة والتعريف بالجمعية وتسليط الضوء على منتجات الأطفال الفنية، وعلى أهمية فتح مجال لذوي الاحتياجات الخاصة لإظهار المبدعين والموهوبين، الذي يقام في معهد المهارات والفنون الاثنين 12 أيار مايو المقبل حتى نهاية الأربعاء 14 مايو. وتباع منتجات الأطفال في المهرجان الهادف إلى التوعية بقضية الإعاقة وقدرة التغلب عليها من خلال التعايش معهم في مجتمع واحد يساند كل منهم الآخر بحسب قدراته، إضافة إلى إبراز أعمالهم البسيطة بصورة فنية تدعو إلى الرغبة في اقتنائها كنموذج لتحدي الإعاقة. وتطوعت فنانات تشكيليات عدة في إظهار العمل بصورة فنية مبدعة وإمدادهم بأفكار فنية تنفذ من الأطفال.