توقع مهتمون بمهرجان الورد الطائفي السنوي، أن يحظى مهرجان هذا العام، الذي سينطلق اليوم برعاية أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، بمشاركة واسعة من كبار منتجي الورد في الطائف، إضافة إلى إقبال داخلي وخارجي كبير، نظراً للنجاح الكبير الذي حققه مهرجان الورد الطائفي خلال العام الماضي، فيما أظهرت الأرقام الأولية لموسم حصاد الورد في الطائف توقعات بأن تنتج مزارع الورد في الطائف هذا العام أكثر من 300 مليون وردة. كما توقع المهتمون أن يشهد المهرجان مشاركة واسعة من أكثر من 65 مزرعة من أشهر مزارع إنتاج الورد في محافظة الطائف، إضافة إلى تنظيم زيارات لمزارع الورد، إذ سيتم نقل الزوار من موقع المهرجان إلى مزارع الورد، ومعامل تقطير ماء الورد ودهنه في الهدا والشفا، بهدف إطلاعهم على كيفية استزراع هذا المنتج، ومراحل الاهتمام به ومن ثم القطاف، ونقل الكميات المنتجة إلى معامل التقطير التي تنتشر بالقرب من المزارع التقليدية للورد. ويقول أحد ملاك مزارع الورد القدامى في محافظة الطائف خالد كمال، الذي يملك مزارع لإنتاج الورد ومعامل لإنتاج ماء ودهن الورد الطائفي ل"الحياة"عن الورد الطائفي ومهرجانه:"مهما مرت السنوات وظهرت الآلات الحديثة، فإن صناعة الورد الطائفي وإذابته وتقطيره بالأساليب التقليدية القديمة، ستظل هي الأكثر نجاحاً، والأكثر رواجاً وتفضيلاً عند عشاق رائحة أريج وعبق هذا المنتج التاريخي، والذي ميز هذه المنطقة عبر عصور طويلة وأحقاب تاريخية مديدة". ويؤكد كمال"كلما بقي ماء الورد الطائفي الشهير محلياً وعالمياً بهذه الصفة التقليدية، كان نجاحه واستمرار شهرته العالمية مضموناً"، ويضيف:"حتى وإن كان إنتاجه بالوسائل التقليدية التي يعرفها"بدو"الطائف قليلاً، ولا يتناسب مع حجم وكثافة الإقبال عليه، والطلب المستمر عليه من عشاقه". ويلفت إلى أن الورد يعطي الانطباع الأول عن منطقة الطائف بأكملها، مشيراً إلى أن الشهرة العالمية التي اكتسبها عطر الورد الطائفي، عرفت من قلة الإنتاج الذي اتسم بالجودة والأصالة، وليس بالكم الهائل الذي يصاحب ماكينات المصانع ومعدات معامل الإنتاج الحديثة، والتي قد تفٌقد هذا المنتج البديع رائحته الأصيلة. ويضيف كمال:"أجمل ما في ورد الطائف أنه طبيعي حتى في مراحل تصنيعه وتقطيره وإنتاجه وبيعه، فهو من المزرعة إلى معمل التقطير، والذي غالباً ما يكون موقعه داخل المزرعة، ثم إلى صاحب المزرعة الذي يبيعه سواء على أصحاب المحال أو محبي هذه الرائحة مباشرة، من دون وجود وسائط من سماسرة ولا تجار شنطة، وهو منتج حتى الآن بكر في صناعته وإنتاجه، ولم تعرفه شركات التجميل ولا مصانع العطور العالمية ولا المحلية، ولو عرفت طريقته لأفسدت علينا متعة هذه الرائحة، بتحويلها إلى تجارة عالمية تهدف إلى الربح في كل المراحل، بدءاً من القطف اليدوي، ثم إلى التقطير والإذابة". وأوضح أن تعبئة قارورة سعة 25 لتراً بماء الورد الخالص، تحتاج لتبخير أكثر من20 ألف وردة. أما عن كيفية إنتاج دهن الورد الطائفي فيقول كمال:"مراحل إنتاج دهن الورد هي نفسها مراحل إنتاج ماء الورد، إذ تجمع الورود في أوان خاصة، ويغلق عليها بإحكام، ثم بعد ذلك تجري عملية التبخير في فترة زمنية محدودة، ووسط ملاحظة دقيقة من قبل العمالة الموجودة داخل معمل الإنتاج، وبعد تعبئة ماء الورد المنتج في القوارير الخاصة به، تتجمع في أعلى كل قارورة طبقة دهنية هي دهن الورد، وتستخرج بعناية ودقة كبيرة في قارورة خاصة بها، لتباع بشكل مستقل عن ماء الورد وبسعر أغلى منه، إذ يبلغ سعر ربع التولة 300ريال". وعن الأسعار التي يشترى بها كمال الورد من المزارعين لإنتاج ماء الورد ودهنه في مصنعه، أوضح أن شراء ألف وردة يكلفه 40 ريالاً.