دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امس الى ان تفرض الجامعة العربية عقوبات على الدول الاعضاء التي لا تنفذ القرارات التي تتخذها، وطالب سورية بدور ايجابي في حل الازمة اللبنانية. راجع ص2 نافياً اي محاولات لعزلها، ومعتبرا ان"ترسيخ التدخل الخارجي على الساحة اللبنانية"بدأت منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وقال سعود الفيصل، في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي عقده في الرياض، ان الهجوم الذي تتعرض له الجامعة العربية"يتطلب وقفة حازمة لإعادة الاحترام لمؤسساتنا الدستورية العربية والحفاظ على صدقيتها، وعلى رأس هذه المؤسسات الجامعة التي تشكل حلفاً فريداً بين أعضائها ورمزاً لا يجوز التعدي عليه. ما يتطلب منا انتهاج السياسات نفسها الحازمة للمؤسسات السياسية الدولية الأخرى المماثلة التي تفرض عقوبات رادعة في حال تعطيل او عدم تنفيذ اي قرار يصدر عنها بالإجماع، الأمر الذي سيمكننا من إعادة الاحترام لمؤسساتنا العربية وطمأنة دولها وشعوبها بوقوفها إلى جانب قضاياهم المشروعة". وأوضح، في معرض رده على اسئلة الصحافيين، انه"لا بد من سياسات حازمة، سمها ما شئت، عقوبات او اجراءات رادعة. المهم ان يتم الزام اي دولة لا تنفذ ما اتفق عليه بالقيام بذلك". وأكد الوزير السعودي انه"لا توجد رغبة لدى أي طرف عربي لعزل سورية بل العكس، سورية من الدول المهمة في المنطقة ومهم لكل الدول أن تعمل سورية في إطار العمل العربي المشترك". وقال:"المشكلة هي أن ما تم إقراره بالإجماع في الجامعة العربية ويشمل سورية لم ينفذ على الارض في الإجراءات التي اتخذت بعد ذلك"، مشدداً على أنه"لم نر محاولة من أي طرف بعزل سورية، فلا يمكن عزلها ولا نتطلع اليه أبداً، وكل ما نأمل منها أن تسهم وتكون الأساس في حل المشكلة اللبنانية". وعزا خفض مستوى تمثيل بلاده في القمة الى"الظروف والملابسات المؤسفة التي اشرت اليها... وقناعة المملكة بان الاسلوب الذي انتهج في التعامل مع القضايا العربية التي سيبحثها المؤتمر لم يكون مؤديا الى لم الشمل العربي وتحقيق التضامن خصوصا في هذا المنعطف الخطير والحرج الذي تمر به امتنا". واكد عدم جدوى تدويل الأزمة اللبنانية، وقال:"في الإمكان حل المشكلة داخل إطار عربي، وإذا كانت القضية الفلسطينية تعقدت إلى درجة تدخل جهات دولية فيها، فالمشكلة اللبنانية يمكن حلها في الإطار العربي وبل يجب حلها، ولا يحتاج الامر إلى تدخل أجنبي". وتابع:"هناك مبادرة عربية قبلت بالإجماع وهي تستجيب إلى كل المتطلبات، ورفضها يجعلنا في حيرة. هذه المبادرة متوازنة وتلبي طلبات جميع الأطراف، وتقول بالانتخابات المبكرة التي تطالب بها المعارضة. ان رفض المبادرة أمر غير مفهوم، الا اذا كان وراء هذا الرفض اهداف اخرى".