المطبات الاصطناعية وورش الصيانة ... إلى متى تستمر العلاقة ؟

لا أعلم حتى الآن المهمة الرئيسة للبلديات الفرعية، ولكنني أعلم أن قائمة اهتماماتها تركز على تحصيل رسوم التراخيص واللوحات ووضع اشتراطات غير مفهومة لبناء الفلل السكنية لمواطنين معظمهم تعب سنوات من أجل تحصيل بعض قيمتها، في وقت أهملت ما تعانيه الأحياء السكنية من سلبيات لا تحتاج إلى دقة ملاحظة.
لن أتحدث عن شوارع مهترئة تتزاحم فيها المياه والحفر، ولن أتحدث عن أراضي فضاء مليئة بمخلّفات المباني والقمامة.
أيضاً لن أكتب هنا عن لوحات إرشادية يأتي من يحطمها وتظل على هذا الوضع لأشهر عدة.
ما يؤرقني وكثيرين مثلي كثرة المطبات الاصطناعية في الشوارع، سواء المنارة منها أو تلك التي يلفها الظلام. وبصرف النظر عما إذا كانت تلك المطبات ذات فائدة أم لا، إلا أن ما يفقدها فائدتها هو عدم وجود لوحات إرشادية توضح وجودها، ما يعني أن سائق السيارة لن يخفف السرعة إلا بعد أن تعطب المطبات سيارته.
يكون المشهد كما يلي: تسير السيارة بسرعة ليست بطيئة وسائقها في غفلة، وفجأة يجد أمامه مطباً اصطناعياً، فإن أسعفه الوقت سيحاول التهدئة فجأة وهنا سيخاف من السيارات التي خلفه، أو سيترك سيارته على سرعتها وتكون النتيجة النهائية هي إعطاب السيارة فقط. يُستثنى من هذا الوضع السيارات التي تسلك هذا الشارع في شكل مستمر.
ما زلنا ننتظر أن يكون هناك تنسيق بين البلديات الفرعية وإدارات المرور قبل زرع مثل هذه المطبات، التي ما زالت خاضعة للاجتهادات الشخصية، لدرجة أن هناك من سكان الأحياء من يضع مطباً أمام منزله حماية لأطفاله، الذين حولوا الشوارع إلى ملاعب.
هل هذا ما تريده البلديات للسائقين؟ أين حماية أرواح الناس وممتلكاتهم من هذا الوضع؟ أليس من الأجدى عدم إنشاء مثل تلك المطبات إلا وقبلها بمسافة كافية لوحات إرشادية تنبه السائقين لضرورة تخفيف السرعة؟
إن الهدف الأساس من هذه المطبات هو حماية الأرواح والممتلكات، وليس الإضرار بالسائقين وسياراتهم وجعلهم زبائن دائمين لورش الصيانة، فمتى ترافق اللوحات الإرشادية المطبات الاصطناعية؟ السؤال موجه إلى المسؤولين في البلديات.