تعيش أسرة سعودية مكونة من 18 فرداً في خيمة تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة، علاوة على الحزن والعجز، جراء ما يشعر به أفرادها من عدم قدرة على تحسين ظروفهم. وفوجئ عدد من سكان حي الطريف في الدرعية بوجود أسرة تسكن في خيمة مقابل مسجد ابن سلمان. "الحياة"التقت الأسرة ووقفت على سوء أوضاعها. وتقول أم خالد:"لا أملك من هذه الدنيا إلا خيمة وبناتي ووالدتي"، موضحة أنهم مكثوا سنتين بعد طلاقها من زوجها وهم يسكنون بالإيجار، مستعينين بعد الله على ما يصل إليهم من بعض المحسنين. وتستدرك:"توقفت الصدقات التي كانت تصلنا، ما اضطر صاحب المنزل إلى طردنا"، مؤكدة أنها لجأت إلى شقيقها، الذي لم تمكث عنده طويلاً"منزله صغير جداً وأسرته تتكون من 32 فرداً، وفضلت الخروج كي لا أزيد متاعبي ومتاعبه". وتستطرد بعين دامعة:"أسكن في هذه الخيمة الصغيرة أنا وبناتي ووالدتي وعددنا 18 فرداً، ولكم أن تتخيلوا وقت النوم كيف نكون"، مبدية خوفها، خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء والأمطار. أم خالد لم تدع باباً إلا وطرقته، ولكن من دون فائدة،"خاطبت الجمعية الخيرية في الدرعية لدفع الإيجار ووعدوني خيراً ولكن لم يصلنا شيء، وبعدها ردوا علينا بأنهم سيشكلون لجنة". ما يزيد معاناة أم خالد وأسرتها، هو المرض الذي ألمّ بابنها الأكبر، إضافة إلى ما تحتاجه والدتها الكبيرة في السن من رعاية خاصة. وعلى رغم كل ما تمر به هذه الأسرة والمصائب التي تتابع عليها، إلا أن أم خالد لا تكف تردد:"ظروف صعبة والله القوي، ونحمد الله على ما أصابنا في هذه الدنيا". وبحسب المرأة المحبطة، فإن أكثر ما يقلقها ويحرمها النوم هو خوفها على صغارها، خصوصاً الفتيات"لا أشعر بالسعادة إلا عندما أتخيل بناتي في منزل يحيط بهن ويحميهن من التشرد، إلا أنني أرى الواقع مختلفاً عما أحلم به، ثم لا أتوقف عن البكاء من الخوف على مستقبلهن"، داعية الله أن تجد من يمد لهم يد المساعدة ويتكفل بتحسين ظروفهم المعيشية.