وصلت "خلطة الجراك الخاصة بنا إلى الولاياتالمتحدة الأميركية"، يقول نور علي الزواد 28 عاماً صاحب محل بيع معسل. والخلطة المقصودة هي تبغ يدخن في"التعميرة". ويتكتم بشدة على مكوناتها وطريقة إعدادها، رافضاً إعطاء أي تفاصيل لأن"السوق فيها الكثير من المنافسين، وإن عُرفت الطريقة، فسأخسر الزبائن في القطيف والدمام". وتضم محافظة القطيف وحدها أكثر من 40 محلاً لبيع الجراك والمعسل، وأكثر من 10 مقاهي تقدم"الشيشة لروادها" ولا تخلو أرفف محال المواد الغذائية من علب الدخان بأنواعه كافة. وتحتل المملكة في شكل عام المرتبة الأولى في استيراد التبغ بحسب إحصائية 2007. وبلغ عدد المتوفين جراء التدخين في المملكة وحدها نحو أكثر من 13 ألف منذ بداية العام 2008. ولن يكلف العاملون في تلك المحال أنفسهم عناء سؤال الزبون"كم عمرك؟"منتظرين تطبيق النظام الذي أعدته جمعية"مكافحة التدخين"، الذي ينص على"منع بيع التبغ ومشتقاته على من تقل أعمارهم عن 18 عاماً". ولم يعد مستغرباً تنوع زبائن المعسل بين رجال ونساء وأطفال، بعضهم في ال12 من أعمارهم، وبعضهم"لم يتجاوز الثمانية أو التاسعة، وهؤلاء يأتون لشراء المعسل أو الجراك لذويهم". ويسخر حين يعتبرهم"زبائن محتملين بعد خمس سنوات". كما يتردد على محله نساء، فهن"صاحبات ذوق رفيع في اختيار الشيشة أو المعسل"، ملاحظاً أن كثيراً منهن"يفضلن أبو تفاحتين الإماراتي". ويتردد على المحل نساء بصحبة إخوانهن أو أزواجهن، ومن"لا تتمكن من المجيء بنفسها، وإنما تبعث بأحد أقاربها الرجال"، معتبراً التعامل معهن"أفضل، فهن لا يجادلن كثيراً في السعر، ويدفعن من دون تردد"، متذكراً إحدى الزبونات التي"اشترت شيشة معسل مرتفعة السعر، وبعد عام طلبت واحدة شبيهة لها، فالثقة أهم شيء في العمل". وبدأ المحل ببيع المعسل والجراك و"هوز الشيشة"قبل 13 عاماً، وتطور الأمر إلى"التصنيع الذاتي للسلع". ويوضح الزواد"نقوم بتصنيع الليات هوز الشيشة منذ أكثر من 10 سنوات، ولدينا ورشة خاصة نصنع فيها جميع المستلزمات الخاصة بشيشة الجراك أو المعسل". ويعطي رقم مبيعات تقريبي"حتى لا نكشف سر العمل"، حيث يبيع في الأسبوع بين 150 إلى 250 هوز شيشة. وفي السنوات الأخيرة، أصبح المحل يلبي طلبات بالجملة،"نصدرها إلى كثير من محال القطيف والدمام والأحساء". ويقدم خدمة صيانة وإصلاح"الشيشة". ولا يعترى صوته المزاح، حين يؤكد أن"خلطة الجراك الخاصة بنا وصلت إلى أميركا"، مشيراً إلى أن"طلاباً مبتعثين يأتون إلى محلنا لشراء الجراك". وتحمل الخلطة اسماً اشتهرت به بين شاربي التعميرة، وكان اسمها في البداية"خلطة نور"، إلا أن اسم المحل فرض ذاته على الخلطة.