تستعد المجمعات التجارية لاستقبال فصل الصيف، بخطط تسويقية جديدة، توازن بين الترفيه والتسوق، في مسعى منها لجذب المتسوقين إليها، وإن لم يكن من فئة"المتسوقين الحقيقيين". ونجح مناخ المنطقة الشرقية حالياً في إفراغ المنازل من سكانها، على الأقل في إجازة نهاية الأسبوع، لتتوجه الغالبية نحو المجمعات التجارية الكبرى في الدماموالخبر، ليس بغرض التسوق، بقدر الرغبة في التنزه وقضاء أوقات خارج أسوار المنازل، فيما فضلت الأسر التي لديها طلاب وطالبات، البقاء في المنازل، ضمن خطط الاستعداد لاختبارات نهاية العام الدراسي. وأدى سوء الأحوال الجوية في المنطقة، من درجات حرارة، تتراوح بين 34 و38 درجة مئوية، وهبوب رياح محملة بالأتربة، ما أثر على مستوى الرؤية، إلى هروب جزء من راغبي التنزه من المسطحات الخضراء على كورنيشي الدماموالخبر، وتوجههم إلى المجمعات التجارية، التي تُرحب بالجميع. ويتوجه ممدوح الفراج بصحبة عائلته مساء كل خميس إلى أحد المجمعات الكبرى، سواء في الدمام أو الخبر، وقال:"حرارة الشرقية لم تصل إلى ذروتها بعد، والسبب يعود إلى انخفاض نسبة الرطوبة التي يشتهر بها مناخ المنطقة، نظراً لقربها من المسطحات المائية في الخليج العربي"، مشيراً إلى أن"الشهور المقبلة، ابتداءً من حزيران يونيو وحتى منتصف أيلول سبتمبر تخبئ درجات حرارة ورطوبة مرتفعة للغاية، لا يتحملها الكثير من سكان المنطقة، وبخاصة الأطفال"، موضحاً أن"اعتدال الجو حالياً لم يمنع عشرات الأسر السعودية وغيرها من أن تترك أماكنها التي اعتادت عليها في كورنيش الدمام شاغرة، وتتجه صوب المجمعات التجارية، التي باتت أماكن ترفيه حقيقية، بجانب كونها أسواقاً تجارية". وتطمئن صفاء عبد العليم ربة منزل على أبنائها الثلاثة عندما تتركهم يلعبون في المجمعات التجارية"نذهب للمجمعات في شهور الصيف، فهي مكيّفة وبها ما يحفز الأبناء على ارتيادها، من ملاهٍ وألعاب ومطاعم ومحال مرطبات وحلويات، يُضاف إلى ذلك كله احتواؤها على عنصر الأمان في ترك الأطفال يتحركون بحرية تامة، بعيداً عن أي خوف تثيره السيارات والدبابات التي باتت تنتشر في الكورنيش، وداخل المسطحات الخضراء المخصصة لجلوس العائلات". وتعترف صفاء أنها لا تملك النية مطلقاً للتسوق من هذه المجمعات"نذهب إليها بغرض التنزه ليس أكثر، وبخاصة إذا علمنا أن أسعارها مرتفعة، بالمقارنة بأسعار السلع ذاتها في المحال الأخرى الموجودة في الأسواق العامة، ولم يمنع هذا من التجول على المحال لمعرفة السلع الجديدة لديها وأسعارها أيضاً، ومن ثم شراء ما أشعر أنه يستحق ذلك". وأشار إلى"الكثير من الأزواج يأتون بزوجاتهم وأبنائهم إلى المجمعات منتصف اليوم، للترفيه عن النفس، ثم يذهبون إلى أعمالهم، ليعودوا ثانيةً في المساء لاصطحابهم إلى المنازل". وتُقدر نسبة الزبائن الحقيقيين في أرجاء غالبية المجمعات التجارية ب50 في المئة. وقال مدير التسويق في مجمع"الحياة بلازا"في الدمام بندر العبيد:"أستطيع القول أن المبيعات في بعض المجمعات الكبرى لا تتناسب مطلقاً مع الزحام الذي تشهده طوال أيام الأسبوع، وبخاصة في أيام الأربعاء والخميس والجمعة"، مشيراً إلى أن"نصف زوار المجمعات التجارية في شهور الصيف يأتون بغرض التنزه وقضاء أوقات ترفيه، بعيداً عن أرجاء المنازل، وهؤلاء نُطلق عليهم مسمى"الزبائن الوهميين"، فيما النصف الآخر يأتي بغرض التسوق". وكشف العبيد أن عدد زوار المجمعات في مدينتي الدماموالخبر"يتراوح بين 50 و 80 ألف زائر يومياً". وأضاف"إدارات المجمعات تُدرك أمر الزبائن الوهميين في الصيف، ولا تقلق من وجودهم، بل بالعكس، تسعى لاستقطابهم وتحويلهم إلى زبائن حقيقيين، عبر توفير مجالات الترفيه لهم، مثل المطاعم والملاهي ومحال ألعاب الأطفال"، مشيراً إلى أن نسبة عشرة في المئة من راغبي الترفيه قد ينجرون بأسلوب أو بآخر نحو التسوق من المحال التجارية الأخرى دون قصد".