تتجه الأسواق السعودية إلى مرحلة جديدة من بناء المجمّعات التجارية، بعد بناء ما يزيد على 2500 مجمّع في أنحاء البلاد. وتحتضن مدينتا الدماموالخبر في المنطقة الشرقية نحو 15 مجمعاً تجارياً كبيراً. وشهدت حركة البيع والشراء في هذه المجمّعات، ارتفاعاً كبيراً خلال الأسبوع الماضي. وتوقّع التجار أن تستمر الحركة بهذه القوّة طوال فترة الصيف، الذي يعتبر موسماً هاماً للمجمعات التجارية التي يلجأ إليها المتسوّقون، هرباً من حرارة الجو والرطوبة. ويرى البعض أن المجمعات التجارية تعيش وضعاً تسويقياً متفاوتاً في ما بينها، يتمثل في ارتفاع نسبة مبيعات في بعضها وانخفاضه في قسم آخر. وتفاقمت مشكلة بعض المجمّعات"إثر فشلها في إنعاش مبيعاتها وجذب الأنظار إليها وإعادتها إلى سابق عهدها، إلا من محاولات متواضعة لم تصل إلى الأهداف المرجوة"بحسب متابعين للأمر. وتنقسم المجمعات التجارية في المنطقة الشرقية إلى نوعين: المجمّعات الراقية التي تستقطب الماركات العالمية المعروفة، سواء الملابس أم الإكسسوارات والأجهزة أم محال ألعاب الأطفال، أم مطاعم الوجبات السريعة، والمجمعات الشعبية، التي انتهجت سياسة تسويقية تعتمد على عرض منتجات رخيصة الثمن بكميات كبيرة، لاستقطاب ذوي الدخل المحدود، الذين يمثلون أكثر من 70 في المئة من القوة الشرائية في البلاد. ورأى مدير التسويق في مجمّع"الحياة بلازا"في الدمام، بندر العبيد، أن ما سجّلته سوق الأسهم السعودية من خسائر كبيرة خلال السنتين الماضيتين، أثّر في القوة الشرائية التي كان يُعرف بها المستهلك السعودي قبل تلك الأزمة. وأضاف ان"المستهلك السعودي كان يشتري كميات كبيرة من السلع التي يرى أنها جيّدة، على سبيل الإهداء للآخرين، من أصدقاء وأقارب"، مؤكداً أن"المستهلكين باتوا يحرصون على شراء السلع الضرورية جداً، ويتأكدوا أن سعرها هو الأقل في الأسواق كلها". وأشار العبيد إلى أن"أكثر من 70 في المئة من المتسوقين، كانوا سعوديين أم مقيمين، هم من أصحاب الدخل المحدود، لذلك سخّرنا جهودنا التسويقية لاجتذاب هذه الشريحة، من دون غيرها"، موضحاً أن"المحال الشعبية لا يقتصر زبائنها على أصحاب الدخل المحدود، إنما تتجاوزهم إلى الميسورين. وفي رأي مخالف تماماً لعبيد، أكد نائب مدير التسويق في مجمّع الراشد في الخبر أن مبيعات المجمّعات التجارية لم تتأثر مطلقاً، موضحاً أن"تراجع سوق الأوراق المالية في الشهور الماضية قد يكون أثّر في مجريات الحياة الاجتماعية للأسر السعودية في حينه، إلا أن هذا التأثير ولّى، خصوصاً بعد توافر نسبة السيولة لدى الأسر التي تراجعت عن مواصلة الاستثمار في الأسهم". وأضاف:"لدينا في المجمّع 450 محلاً لماركات سعودية وعالمية معروفة، وهذه المحال تعمل في المجمّع منذ سنوات، ولو أنها تعرضت لخسائر من أي نوع لأغلقت أبوابها أو بحثت عن نشاط آخر في أقل تقدير". وأوضح أن"إدارة المجمّع تعمل على توسيعه لإضافة 250 محلاً ستفتتح قريباً جداً. ونفى الشريف أن تكون المجمعات هدفاً لراغبي الترفيه بعيداً من التسوّق، خصوصاً في فصل الصيف، موضحاً ان"الراغبين في الترفيه هم متسوّقون من الدرجة الأولى، لهم مجالاتهم الخاصة، مثل مطاعم الوجبات السريعة والملاهي ومحال بيع المثلجات وألعاب الأطفال. ومثل هذه المحال تشكل نسبة 20 في المئة من عدد المحال في المجمع".