طوق ثالوث الفقر والمرض والبطالة حياة السيدة لطفيه. س في العقد الخامس من العمر، وحولها إلى بؤس وجحيم دائم، ولم تستطع إعالة نفسها بعد أن حال المرض دون مزاولة عملها، ما افقدها دخلها الشهري الذي كانت تعتمد عليه. ومما يزيد من معاناتها تهديد صاحب المنزل الذي تسكنه بطردها في حال عدم دفعها الإيجار المتأخر عليها. وتقول لطيفة عن زوجها:"طلقني قبل 12 سنة، والآن لا يهتم بشأن أولادة، بل تركهم في رعايتي حتى انه أخفى أوراقهم الثبوتية، ما اضطرني إلى التقدم بشكاوى إلى جمعية حقوق الإنسان لمساعدتي في استخراج بطاقة أحوال شخصية لأبنائي حتى يستطيعوا إكمال دراستهم". وتضيف:"لم تكن معاناتي بتلك السوء لفترة قريبة لا تتجاوز العامين، إذ كنت قادرة على تدبير أموري ومصاريف أبنائي وجميع مستلزماتي العائلية، منذ طلاقي من زوجي، من خلال عملي في مجال التدريس، ولكن صحتي تدهورت في السنوات الأخيرة وأصبت بالعديد من الأمراض التي أفقدتني القدرة على المواظبة في العمل، وهذا دفعني للاستقالة من العمل". ومع استقالة لطيفة من عملها وإصابتها بعدد من الأمراض المزمنة بدأت معاناتها الفعلية مع الفقر والحاجة الماسة إلى المال، الذي تنفقه في علاجها وتوفير مصاريف أبنائها الذين لا يزالون يدرسون في مراحل دراسية مختلفة، تلك المعاناة أجبرتها على بيع جميع ما تملك لتوفير المال، ومع نفاد المال أصبحت مهددة بالطرد من منزلها الذي يضمها وأبناءها. صاحب العمارة لم يقدر ظروف"لطيفة"الصعبة التي تمر بها، خصوصاً أنها المرة الوحيدة التي تتأخر فيها عن دفع الإيجار،"أرسل خطاباً يهددني فيه بالطرد في الشارع إذا لم أدفع الإيجار المتأخر"، موضحة:"ليس لدي عائلة أعود إليها، إذ فقدت عائلتي بوفاة أبي وأمي، وسيكون مصيري الشارع أنا وأبنائي، في حال طردني صاحب العمارة من الشقة". وتستطرد:"لم يكتف صاحب العمارة بالتهديد بالطرد في حال عدم سداد الإيجار، بل رفع شكاوي ضدي إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة، يطلب فيها إلزامي الخروج من الشقة ودفع الإيجار المتأخر". ولا تخفي أنها منذ أن حصلت على نسخة من تلك الشكاوى وهي تعيش في حال من الرعب والخوف من أن يتم طردها بالقوة من الشقة"، مشيرة إلى أنها لم تترك جهة أو جمعية أو هيئة تهتم بمثل قضيتها إلا ولجأت إليها من دون جدوى.