على رغم مضي ثلثي موسم الصيف السعودي"الساخن"، إلا أن شركة الكهرباء السعودية بقيت صامدة، ولم تسجل أعطالاً كثيرة، ولكن الثلث الأخير من"القيظ"السعودي، قوض مكانة الشركة وأدخلها غرفة العمليات، بأزمة مصانع الشرقيةوالرياض الأخيرة، التي جعلت القائمين عليها يطالبون ب"قسطرة"عاجلة لإنقاذها من"الإفلاس". أزمة الانقطاع، أرجعها مسؤولو الشركة إلى خروج وحدة توليد كاملة عن الخدمة في محطة توليد القرية في المنطقة الشرقية، بسبب عطل فني داخلي في محول رفع الوحدة، إلى جانب زيادة الأحمال الكهربائية، التي تزامنت مع عطل فني داخلي في محطة غزلان البخارية، والتي يقدر إنتاجها اليومي من الطاقة الكهربائية ب 425 ميغاوات. شركة الكهرباء، تعهدت بإعادة التيار الكهربائي بالكامل إلى المناطق الصناعية في الرياضوالشرقية في مدة أقصاها الثاني من أيلول سبتمبر المقبل، بعد استعانتها بخبراء يابانيين، لتركيب محول جديد، على أن يتقاضى هؤلاء الخبراء خمسة آلاف ريال للساعة الواحدة. برنامج فصل التيار الكهربائي لأربع ساعات يومياً في كل من الدمام والجبيل والرياض، أدخل الشركة في مأزق جديد، يضاف إلى انقطاعات الصيف المعتادة، خصوصاً أن تصريحات بعض مسؤولي الشركة الأخيرة، ألمحت إلى وقوف الشركة في"نفق مظلم"، تحاول العثور فيه على قروض مصرفية، في ظل أزمتها المالية مع البنوك المحلية. وبدأت مشكلة الشركة السعودية للكهرباء تظهر على السطح عقب تصريح رئيس مجلس إدارتها نائب رئيس مجلس الشورى المهندس محمود طيبة، عن استنفاد الشركة حقها في الحصول على قروض مصرفية، بعد اقتراضها نحو 15 بليون ريال من المصارف، وحصولها أخيراً على 2.5 بليون ريال، قرضاً من الدولة، ومحاولاتها مع صندوق الاستثمارات العامة الحصول على قروض أخرى جديدة تمكنها من تأمين مشاريع جديدة، في مقابل الطلب المتزايد على الكهرباء وإيقاف الدولة دعمها للقطاع قبل نحو ستة أعوام. وأكد في احدى جلسات مجلس الشورى أن الشركة في وضع لا تُحْسَد عليه، في ظل تنامي الطلب على الكهرباء. وتنبأ طيبة في وقت سابق بحدوث أزمة كهربائية تتمثل في استمرار انقطاع التيار في بعض المدن والقرى، ما يؤكد علم الشركة والقائمين عليها بالمشكلة قبل حدوثها وإهمالها حتى بدأت تتفاقم على ارض الواقع. ومع ذلك، تحمل المرحلة المقبلة أعباء جديدة للشركة، من خلال مشروع ربط كهربائي خليجي تنتظره المنطقة، يتوقع أن يضع الشركة في"اختبار"حقيقي لمدى قدرتها على التكيف مع أنظمة إقليمية لا تقبل"القسمة على اثنين". ... وتمتص"الصدمة"بإعلان مشاريعها المستقبلية! حاولت الشركة السعودية للكهرباء، امتصاص غضب وصدمة بعض أصحاب المصانع التي طاولها فصل التيار الكهربائي، من خلال حديثها عن خططها ومشاريعها المستقبلية. وأعلنت الشركة أنها تعتزم خلال الأعوام الستة المقبلة، طرح مجموعة من المشاريع التوسعية: المحطة التاسعة في الرياض بطاقة إنتاجية 500 ميغاوات يومياً، وتوسعة محطة القرية لتصل إلى 5000 ميغاوات يومياً، والمحطة 11 في الرياض، والتي ستكون آخر المشاريع التوسعية التي ستدخل النظام في العام 2010 بطاقة تصل إلى 2500 ميغاوات. وتنتظر الشركة أيضاً، دخول أربعة مشاريع خاصة، ضمن إطار إنتاج الكهرباء في الوقت الراهن، لتخفيف الضغط على طلب الطاقة الكهربائية، وهي مشاريع مرافق، وشركة الماء والكهرباء التي تعمل على إقامة 3 مشاريع لتحلية الماء وإنتاج الكهرباء. كما أشارت الشركة، إلى أنها تدرس في الوقت الحالي، نقل الإنترنت عبر أسلاكها، وأن ثلاث شركات تجري اختباراتها على نقل الإنترنت عبر أسلاك الكهرباء في ثلاث مناطق الشرقية، الوسطى، الغربية، على أن تحسم الشركة موضوع النقل، في نهاية هذا العام. وتزامناً مع انقطاع التيار الأخير، رجحت الشركة أن يصدر في وقت قريب، قرار يلزم المرافق الحيوية كالمستشفيات والأسواق التجارية والسجون وغيرها بوضع مولدات احتياطية، ووضع بند في موازنة هذه المرافق، لصيانة المولدات في حال انقطاع الكهرباء.