دخلت مفاوضات انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، مرحلتها النهائية، وباتت أقرب من أي وقت لدخول المنظمة، بعد مفاوضات استمرت قرابة عشر سنوات، وتمثل الولاياتالمتحدة المحطة الأهم أمام المملكة للانضمام لتلك المنظمة. وأكد الأمين العام لمجلس الغرف السعودية الدكتور فهد السلطان، أن الغرف التجارية وكل القطاعات الخاصة في الدولة، باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى للدخول إلى المنظمة، والتعامل وفق الأنظمة الحديثة التي ترتبط بتغيرات إيجابية للسوق المحلية، وكيفية تعاملها مع المستجدات العالمية. وقال السلطان إن مجلس الغرف يولي اهتماماً كبيراً لأنضمام المملكة للمنظمة، من خلال إنشاء مركز متخصص للإجابة على استفسارات المنظمة إضافة إلى شرح القوانين والأنظمة وكيفية التعامل معها. ومن المقرر أن ينهي الفريق الفني للمفاوضات، خلال جولته التي قد تكون الأخيرة، مسودة مشروع بروتوكول الانضمام، تمهيداً لرفعه إلى المجلس العام للمنظمة، والمجلس الوزاري الذي سيعقد اجتماعه في هونغ كونغ، منتصف كانون الأول ديسمبر المقبلk إذ ألمح رئيس فريق المفاوضات السعودي الفني الخاص بانضمام المملكة للمنظمة الدكتور فواز العلمي، إلى أن السعودية حققت تقدماً ملحوظاً في المفاوضات التي تجريها مع المسؤولين الأميركيين للانضمام لمنظمة التجارة العالمية. ويتعين على كل دولة تريد الانضمام إلى المنظمة التوصل إلى اتفاقات مع أبرز شركائها، خصوصاً في المجال التجاري الاقتصادي، وإلغاء الرسوم الجمركية، ووصول البضائع إلى أسواقها بكل حرية، إضافة إلى تطابق قوانينها التجارية مع قواعد منظمة التجارة العالمية. ويعد تولي باسكال لامي الثلثاء الماضي مهامه على رأس منظمة التجارة العالمية قبل يومين من الموعد المقرر رسمياً، دعماً قوياً لانضمام المملكة، نظراً إلى تأييد لامي خطوات المملكة التي اتخذتها في الفترة الماضية، وسيكون أمامه مئة يوم فقط لإعادة إطلاق المفاوضات، بشأن تحرير المبادلات التي تتعثر بسبب ملف الزراعة والمنافسة الشرسة بين دول الشمال والجنوب. وفي خطوة تؤكد سمعته كمسؤول مثابر، وصل المفوض الأوروبي السابق للتجارة الى مقر المنظمة في جنيف الثلثاء الماضي بينما بدأت ولايته التي تمتد أربع سنوات رسمياً أول من أمس. ويتولى الفرنسي لامي 58 عاما هذا المنصب خلفا للتايلاندي سوباتشي بانيتشباكدي. وكان الرجلان التقيا نهاية تموز يوليو لتسليم وتسلّم السلطات. وأمام المدير العام الجديد للمنظمة العالمية للتجارة مئة يوم لإعداد مؤتمر وزاري للمنظمة، سيعقد في هونغ كونغ في الفترة من 13 إلى 18 كانون الاول في ختام اربع سنوات من المفاوضات متعددة الأطراف. وقال السفير الكندي السابق لدى المنظمة العالمية للتجارة سيرجيو مارشي:"ما من شك في ان أمامه لامي عملاً كثيراً"مضيفاً أن هناك لائحة طويلة من القضايا التي تستدعي حلولاً وينبغي تسويتها في الحال. وكان لامي جعل خلال حملته الانتخابية من إنجاح المفاوضات التجارية التي بدأت في الدوحة سنة 2001 أولوياته الأولى والثانية والثالثة.