لم تختفِ الإثارة التي تحملها المباريات الأخيرة دائماً في مسابقة دوري خادم الحرمين الشريفين خلال الأعوام الماضية فهي تحمل الكثير من الأهمية، سواءً لفرق تبحث عن الوصول إلى المربع الذهبي أو لفرق تصارع من أجل الهروب من الوقوع في"دوري المظاليم". والأمر المفاجئ هذا الموسم للوسط الرياضي هو وجود ناديين من أعرق الأندية المحلية يتصارعان على الهروب من مغادرة"دوري الكبار"الذي ارتبطا به طويلاً ويعرفان الكثير من أسراره, إضافة إلى معرفتهما المسبقة حجم المعاناة التي تنتظر أحدهما في الموسم المقبل حال وجوده بين أندية الدرجة الأولى. وأمام الفريقين أمل وحيد في أن يصطاد أحدهما الآخر في الموقعة المنتظرة التي سيشهدها استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام مساء الخميس 16 يونيو حزيران المقبل في يوم ربما يتعالى فيه صوت المزمار من مشجعي الاتفاق فرحاً بالبقاء أو تنتقل الأفراح لضاحية لبن موقع فريق الرياض. المباراة الختامية بين"فارس الدهناء"و"مدرسة الوسطى"ستكون الغلبة فيها لمن يتفوق بالروح والحماسة والرغبة على الآخر، وستأتي بعد ذلك التدخلات الفنية والتكتيكية من مدربي الفريقين، وربما تسهم الوقفة المنتظرة من أبناء المنطقة الشرقية في مضاعفة المجهود وزيادة الحماسة لدى اللاعبين داخل المستطيل الأخضر. وينتظر لاعبو الرياض وقفة أعضاء شرفه في هذه المرحلة الخطرة والحاسمة لتتكاتف جنباً إلى جنب رئيس النادي لانتشال اللاعبين من حال الإحباط التي شوهدت عليهم خلال تحركاتهم وتركيزهم أثناء مباراة القادسية الأخيرة.ومن المتوقع أن يستطيع الاتفاق تحويل المباراة المنتظرة أمام منافسه الرياض إلى تحصيل حاصل لو تمكن من الظفر بنقاط مباراته أمام الأهلي في جدة مساء السبت 4 حزيران. هذه الحسابات والتوقعات لفريقين كبيرين بحجم الاتفاق والرياض أعطت الدروس المستفادة للفرق الأخرى بأن منافسات الدوري المحلي تحتاج إلى التخطيط المسبق والحرص من البداية على تأمين العدد الكافي من النقاط لتلافي هذه الوضعية غير الملائمة لعراقة الناديين وتاريخهما الكبير. وتزايدت الترشيحات لنادي الاتفاق بالبقاء بين الأندية الممتازة من المهتمين بالشؤون الرياضية عطفاً على تفريط لاعبي الرياض في نقاط كانت قريبة جداً منهم خلال مباراة القادسية ربما تساعدهم كثيراً على تجاوز الخطر المنتظر. إجمالاً لاعبو الاتفاق والرياض هم القادرون وحدهم على اختيار مصيرهم بأيديهم ولذلك فإن الجميع على موعد مع الترقب.