حصد 12 مرشحاً من مجموعة "لجدة" في انتخابات مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة، أعلى نسبة في أصوات الناخبين من بين 73 مرشحاً، ما يعني فوزهم بمقاعد المجلس في دورته ال 19 المقبلة وتستمر لمدة أربعة أعوام. وجاء الإعلان بعد إغلاق صناديق الاقتراع بنحو ساعتين ونصف الساعة مساء أمس، فيما ينتظر أن يعين وزير التجارة والصناعة ستة آخرين، ليكتمل نصاب مجلس إدارة الغرفة ويباشر مهماته، إذ سيقر لاحقاً اختيار منصب الرئيس ونائبيه في تصويت داخلي. وبحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة المشرفة على الانتخابات في وقت متأخر، حصل ستة من فئة الصناع على أعلى الأصوات، وهم: محمد عبداللطيف جميل 1946صوتاً، وصالح بن لادن 1658 صوتاً، ومازن بترجي 1389 صوتاً، وعبدالله المعلمي 1348 صوتاً، ومحيي الدين كامل 1320 صوتاً، وصالح التركي 1268 صوتاً. فيما حصل ستة من فئة التجار، وهم: زياد البسام 1475 صوتاً، ومحمد الفضل 1248 صوتاً، ولمى السليمان 1138 صوتاً، ونشوة طاهر 1015 صوتاً، وسامي بحراوي 943 صوتاً، وعبدالغني صباغ 920 صوتاً. وبحسب نسبة الأصوات، فإن مجموعة"لجدة"احتلت ثلثي مقاعد مجلس الإدارة ب12 مقعداً، ما يعني قدرتها على التحكم بالتصويت في القرارات المستقبلية، خصوصاً منصب الرئيس ونائبيه. ومنذ أن أعلنت النتائج، ركزت الأنظار حول هوية الرئيس الذي سيجلس على مقعد المبنى الفاخر الواقع في شارع الأندلس، من هو الرئيس الجديد لمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة؟ أو بصيغة أخرى من سيقود بيت التجارة في الدورة الانتخابية المقبلة؟ سؤال بدأت فصوله تدور في خلد كل منتسبي الغرفة، منذ أن أعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات الغرفة فجر أمس عن أسماء المرشحين الفائزين بعضوية مجلس الإدارة، والتي حققت فيها مجموعة"لجدة"فوزاً كاسحاً على كل المجموعات. فالعالمون بطبيعة مجتمع الأعمال في غرفة جدة، يرون أن اختيار رئيس مجلس الإدارة يعد من أهم القرارات الترتيبية في"بيت التجارة"، إذ يعد في الغالب القرار الأول المتخذ من جانب أعضاء المجلس في اجتماعهم الأول. وأمام ذلك، فإن هناك معايير دقيقة لاختيار أحد الأعضاء منها: أن يتميز بشخصية قوية، ومكانة اجتماعية عالية، وخبرة كبيرة في المجال الاقتصادي، إضافة إلى امتلاكه الوقت الكافي لتسيير ومتابعة أوضاع الغرفة.ومن هذا المنطلق، تتضارب آراء المراقبين حول أسماء المرشحين لكرسي الرئاسة منهم، ففي حال تنازل"الرجل القوي"صاحب أعلى الأصوات وهو رجل الأعمال محمد عبداللطيف عن تولي هذا المنصب، فإن القائمة ستكون محدودة جداً. محمد جميل الذي قاد مجموعته إلى"بر الأمان"، وفي حال عدم رغبته الجلوس على كرسي رئاسة"بيت التجارة"، سيكون أمام مسؤولية كبرى، يسجلها له المجتمع الجداوي، في تحقيق البرامج والوعود التي تبنتها مجموعته خلال الانتخابات وحصدت بها الأصوات. ويتقدم الأسماء المطروحة صالح التركي، فهو رجل أعمال"براغماتي"من الطراز الأول، ويملك خبرات واسعة في العمل الاجتماعي، وهو مخطط ومنفذ في آن واحد، ويحظى بشعبية واسعة في جميع القطاعات. ويقول المقربون منه، إن كثيراً من خطة المجموعة في برنامج الانتخابات، كان يقف وراءها. وفي الجانب الآخر، ينافسه عبدالله المعلمي الأمين السابق لمحافظة جدة، لكنه واجه مشكلة إذ رفضه المجتمع الجداوي، حين تسربت إشاعات بأنه تلقى وعداً بالمنصب في حال انضمامه إلى المجموعة، ما جعل قائد المجموعة محمد جميل أن يصدر بياناً صحافياً حينها للرد على ذلك. ويبرز أيضاً مازن بترجي وزياد البسام، مع التأكيد على انتظار الأعضاء الستة المعينين من جانب وزير التجارة، والذي يمكن أن تقلب طاولة التوقعات. ويحدد المراقبون أسماء مثل: الدكتور غسان السليمان الرئيس السابق، ومحمد عمر العيسائي، إبراهيم الجميح، وعبدالله صالح كامل، كأبرز الأسماء المرشحة للتعيين من جانب الوزارة، وبالتالي للرئاسة لتميزها بثقل اقتصادي كبير وخبرة واسعة في تدبر أمور بيت التجارة. وعلى رغم اختلاف آراء المراقبين حول الرئيس المقبل للغرفة، إلا أنهم اتفقوا على أن أعضاء مجلس الإدارة في الدورة المقبلة سيختارون رئيسهم الجديد للمرة الأولى بالإجماع على غير العادة، حيث إن اختيار الرئيس كان يتم في الدورات السابقة بفارق الأصوات، والذي في الغالب كان لا يتجاوز الصوتين. والمتتبع لتاريخ غرفة جدة، يسجل أن أعضاء مجلس الإدارة لم يتفقوا على اختيار رئيس مثلما اتفقوا على إسماعيل أبوداود الذي شغل منصب الرئيس لسبع دورات متتالية، واستطاع بخبرته ومكانته الاقتصادية الكبيرة في دعم وتطور القطاع الاقتصادي ليس على مستوى جدة، فحسب بل على المستوى الاقتصادي الوطني عموماً. "الرجل القوي" لم يُحدث رجل أعمال في مجتمع الأعمال"الجداوي"جدلاً من أمد طويل، مثلما يفعل محمد عبداللطيف جميل، ليس بسبب حجم ثروة مجموعته فحسب، بل لتحركاته"الهادئة"وإصراره على تحقيق أهدافه. قالوا عنه إنه"الرجل القوي"، وهو يفعل دائماً ذلك، وفق إستراتيجية وخطط مدروسة، وكان أول من بادر إلى العمل الاجتماعي في مدينته التي ولد وترعرع فيها وأحبها. ومنذ أن خطا بقدميه إلى مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة جدة دأب على تحقيق أعلى الأرقام في الأصوات، وألف الجميع ذلك، حتى أنه لم تكن مفاجأة أن يحصد 1946 صوتاً في انتخابات الدورة الأخيرة، بل يتردد أيضاً أنه السبب الرئيس في قيادة مجموعة"لجدة"إلى النجاح، مع عدم نسف الجهود التي بذلها أعضاء المجموعة الآخرون. في الدورة ال 19، فإن"الرجل القوي"أمام مسؤوليات كبرى، سيطالبه بها قطاع الأعمال، في مقدمها تنفيذ وعوده في خطة المجموعة ذات المحاور السبعة. أما الآخر والمهم، فهو اختيار رئيس مجلس الإدارة المقبل، إذا ارتأى هو التنازل عن هذا الكرسي إلى آخر، فمن سيختار؟