شهدت منطقة"الثمامة"في الرياض إقبالاً كبيراً من المتنزهين بدأ قبيل اجازة عيد الأضحى وتزايد مع هطول الأمطار عليها أخيراً. وتتنوع وسائل الترفيه في الثمامة بين إقامة حفلات الشواء، وممارسة التطعيس. والإجازة فيها تعد فرصة للخلاص من ضغوط العمل وقضاء وقت أطول مع الأهل والأصدقاء، والابتعاد عن ازدحام المدينة. ويختلف رواد الثمامة من حيث الفترة الزمنية التي يقضونها في أحضان الصحراء، فبينما يقصدها بعضهم من الصباح إلى أن تغيب الشمس، ويفضل بعضهم الآخر السهر في أجواء تقليدية شاعرية، فإن هناك آخرين لا يكفيهم يوم أو ليلة، فيثبتون خيامهم لأيام عدة. يقول خالد السيف:"يسري البر في عروقي مجرى الدم، فلا يمر يوم علي من دون أن أقصده، وفي أصعب الأحوال وإن استحال النزول إليه، أتوقف عنده داخل سيارتي، ولو دقائق". ويضيف أنه عندما تكون أحوال الطقس مغرية، لا أضيع فرصة الاستمتاع بركوب الدراجات النارية بانتشي. ويتوجه السيف هذه الأيام إلى العاذرية خلف الثمامة من بعد العصر إلى بعد المغرب، ولكن سحر الرمال جعله يفكر في قضاء إجازته في أحضانها، كما هو الحال عند عادل الأحمري، الذي يقضي إجازته الأسبوعية في الثمامة، إذ ينصب بيتاً من الشعر، ويقضي أسعد أوقاته في الرمال الذهبية، على رغم أنه ليس من هواة التطعيس، إذ يكتفي بركوب سيارته والتجول في قلب الصحراء والغوص في أعماقها. وبعد أن يسدل الليل ستائره، تأتي متعة أخرى كما يقول الأحمري، وهي الشي بطرق بدائية، إذ يحاول الاعتماد على الطبيعة على قدر المستطاع. أما عن وجهته خلال إجازة العيد، فيقول الأحمري:"لا حاجة للسؤال، فما الحب إلا للحبيب الأول"، مشيراً إلى الصحراء. ولا يقتصر عشاق الطبيعة والرمال على العزاب فقط، إذ يتردد عدد كبير من العائلات على هذه المناطق. يقول عبد الله الركبان إن حب الصحراء متوارث في عائلته عبر أجيالها. ومع انه يحن دائماً إلى الصحراء، إلا أن أبناءه يتهافتون على التوجه إليها، وكان يعتقد أن أطفاله سيطلبون منه اصطحابهم إلى الملاهي العصرية أو السفر خارج السعودية. ويضيف الركبان أنه نظراً لكثرة العوائل الموجودة في البر، فلا خوف على الأطفال أو الأهل، فالجميع يعيش في جو عائلي، وهو ما يحن إليه دائماً على رغم التقدم الحضاري. ويقول إن هذا التقدم تسبب في انعزال المجتمع، خلاف ما كان عليه الوضع في السابق، إذ كان القريب يحمل هم البعيد، ولكن مثل هذه الرحلات الترفيهية تعيد هذه الأجواء. وفي كل مرة يتوجه فيها الركبان إلى البر يعود وقد كسب أصدقاء جدداً، أما أولاده فيعتادون الاعتماد على النفس، ومقاومة الظروف الصعبة.