عن"بيت الغشام للنشر"، صدر في مسقط كتاب"النباتات البريّة في سلطنة عُمان"لمؤلّفه الدكتور يحيى بن سعيد الغطيسي. وينطلق من أن التطور الصناعى السريع وزيادة عدد السكان، يشكلان خطراً على الموارد الطبيعية، كما يهدّدان مصائر كثير من الأجناس الحيّة، إلى حد الانقراض. في الوقت نفسه، أدّت الثورات العلميّة في علوم النبات إلى معرفة الإمكانات الكيماوية والوراثية الكامنة للمملكة النباتية وعوالمها. وبدأت دراسة النباتات البريّة فى سلطنة عُمان منذ قرابة 150 سنة، مِن قِبَل رحّالة وعلماء في تصنيف النباتات. ولاحظ هؤلاء أن عُمان لديها غطاء نباتي متميّز، بأثر عناصر جيولوجية وجغرافية ومناخية. وكذلك يملك شعب عُمان معلومات ثريّة عن نباتات بلده، تراكمت عبر الأجيال ما يشكّل ثروة ثقافية يتوجّب الحفاظ عليها والاستمرار في نقلها من جيل إلى جيل. علاج صعوبة السمع يلفت كتاب"النباتات البريّة في سلطنة عُمان"إلى ضرورة حماية الأنواع النباتية المُهدّدة بالانقراض، وتدوين المعارف المتعلّقة بالنباتات وميزاتها وفوائدها واستعمالاتها، قبل أن تتبدّد هذه المعارف التي لا تعرفها سوى نخبة من المجتمع العُماني. ويوضح أن بعض نباتات السلطنة تعيش حال زوال سريع، ما يوجب الاهتمام بزراعة النباتات ذات الأصل البريّ، خصوصاً أنها تتمتع أيضاً بمزايا اقتصادية وعلاجية. ويشير الكتاب إلى أن"التوسّع البشري على مساحات هائلة من اليابسة، يشكّل خطراً على بيئتنا، ما يفضي إلى تحطيم أنواع نباتية حتى قبل أن يكتشفها العلماء". ويذكر المؤلّف أن التعرّف إلى النباتات البريّة واستعمالاتها، يتيح استخراج المواد الفعّالة التي تحتويها، كالمركّبات الكيماوية والزيوت الأساسية، والاستفادة منها في صناعة الأدوية والعطور والأغذية والدباغة والنجارة ومستحضرات التجميل وغيرها. ووفق الكتاب، يحتوي الغطاء النباتي العُماني على فصائل نباتية تزخر بالكثير من فصائل النباتات التي تحتوي مركّبات كيماوية مفيدة. ويشير أيضاً إلى أن هذه النباتات استُعمِلَتْ في الطب، قديماً وحديثاً. كذلك يُقدّم مجموعة من النباتات البريّة، مع وصف تركيبها وفوائدها، إضافة إلى صورٍ عنها. ورُتّبت النباتات وفق سُلّم تصنيف النباتات المعتمد عالمياً، مع إثبات اسمها العلمي، وتسميتها المحليّة. ولعل أهم ما يميّز هذا الكتاب أنه وُضِع باللغة العربية، ما يسهّل الوصول إلى ما يحتويه من معلومات، خصوصاً بالنسبة إلى تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات. ويورد هذا الكتاب مجموعة من النباتات، مثل"خويصة الماء"العشبيّة، التي تستعمل كمشقع ومطهر ومُسكّن ومُعرّق. ويشير إلى أن النبتة تعطي عصيراً ينفع في علاج مرض ابيضاض العين في الأبقار والأغنام، إضافة إلى أنها تستضيف النحل وتنفع غذاءً للجِمال. ويتحدث عن نبتة"سعدى"العشبية التي كان زيتها مستخدماً في علاج صعوبة السمع الناتجة من انسداد الأذن بطبقة من الشمع.