كلما أُلقي حجراً في بحر قضية ابن همام مع «الفيفا»، تسارعت الحركة، ودوى صوت الجلبة داخل البيت الآسيوي! كثر هم من يحاولون الآن تبديل مقاعدهم، ولا يهمهم وهم يقفزون من هنا إلى هناك، أن يستبدلوا مع المقاعد مواقف ومبادئ وعلاقات تحسباً للتعامل مع وضع جديد لا توجد في إطاره صورة ابن همام! رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لم تعد اليوم كعكة، بل هي تركة معلقة على حكم محكمة لم يصدر حتى الآن... وعلى رغم أن الميراث لم يوزع، إلا أن هذا لم يمنع البعض من محاولة استباقه، بوضع أيديهم على ما يمكن لها أن تطول! نعم... نحن نعيش في غابة.. يحيا بيننا الأسد والذئب، الفيل والثعلب، والطاؤوس والفأر... وعجباً من أمر الإنسان، فمهما قال لنا تحضراً معاصراً، إلا أنه مازال يحمل في جيناته توحشاً وانتهازية..! أول من أمس، أصدرت المحكمة الرياضية في سويسرا حكماً في دعوى ذات مطلبين تقدم بها ابن همام... الأول هو عدم توريث رئاسة الاتحاد الآسوي لشخص الصيني جيلوينغ، وإنما التأكيد على أن إدارته لأعمال رئيس الاتحاد وبشكل موقت وبحكم منصبه كنائب أول للرئيس، بمعنى في حال عدم وجوده لسببها تكون مهام الرئاسة للنائب الذي يليه وهكذا. أما المطلب الثاني فكان أقرب للمناورة، لأنه وبمناسبة المطلب الأول سأل ابن همام المحكمة أن تجمد من قرار «الفيفا» الجزء الخاص بمنعه من مزاولة عمله كرئيس للاتحاد الآسيوي بشكل موقت لحين نظر المحكمة الرياضية للقضية «الأم» التي ينوي ابن همام رفعها ضد «الفيفا»، لأن ذلك ليس باستطاعته الآن، إذ إن «الفيفا» لم يسلمه بعد رسمياً قرار لجنة الاستئناف التي أيدت قرار لجنة القيم. وافقت المحكمة على الطلب الأول، ورفضت الثاني، لأنه ليس بإمكانها إصدار حكم جزئي في قضية لم تتسلمها بعد. لكن لأن صوت الجلبة داخل الاتحاد الآسيوي مرتفع هذه الأيام... فإن الانطباع الذي ساد لدى الكثيرين عقب قرار المحكمة أول من أمس، هو أن ابن همام خسر دعوته مع «الفيفا»، وهو الذي لم يرفعها بعد! جزم كثيرون أن ابن همام وبغض النظر عن التفاصيل والإجراءات القانونية... انتهى! وبغض النظر عن أن ابن همام انتهى أو لم ينته... إلا أن الموقف الآن جدير بالتأمل والمراقبة... ورصد براعة أصحاب الحركات البهلوانية في قدرتهم على إعادة تشكيل التحالفات! حال كرة القدم على مدار آخر عقدين من تاريخها، فصل تماماً بين فنها ومتعتها بإبداعات من يلعبونها، وبين سواد وفساد من يديرونها ويلعبون بها! عندما أتأمل التحالفات الآسيوية الجديدة لا أدري هل أضحك أم أرثى لحال البعض... فبعد أن سمعت وعرفت ورأيت على مدار سنوات طويلة، تأكدت اليوم أن البعض يعمل بمبدأ: اليد التي لا تستطيع أن تقطعها... عليك أن تُقبلها..! [email protected]