وجّه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، رسالة تهدئة الى الداخل بعد الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، اذ ميّز بين المحتجين و"المشاغبين ومثيري الفتن"، داعياً الى"عدم التعامل مع الأصدقاء على انهم أعداء، بسبب ارتكابهم بعض الأخطاء". وتحولت رسالة التهدئة هذه الى تهديد لقادة الغرب بأن طهران"ستحاسبهم"على"حشرهم أنوفهم"في شؤونها، ومحاولتهم"التلاعب بمستقبل أجيالها". جاء ذلك فيما لوّحت إيران بردّ"حاسم"على أي هجوم إسرائيلي يستهدف منشآتها النووية، فيما اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان تصريحات نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن حول"الحق السيادي"لإسرائيل في مهاجمة إيران،"منطقية جداً". وقال الوزير انه على رغم وجود بعض الخلافات أحياناً بين الدولتين الحليفتين، إسرائيل وأميركا، إلا ان"القرار يعود إلينا في نهاية الأمر". ورأى داني يعلون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ان"تنفيذ عملية عسكرية في إيران مسألة صعبة ومعقدة وربما تكون لها عواقب وخيمة وقد تلحق أضراراً بالغة، لكن هذا أقل خطورة وتعقيداً بكثير من السماح بوجود إيران نووية". راجع صفحة 8 في الوقت ذاته، حذر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إيران من تحرك أوروبي مشترك، وقال بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بلدة ايفيان في الألب الفرنسية:"كلانا يوافق على ان نتائج الانتخابات الإيرانية مسألة تخص الشعب الإيراني. لكن إجراءات الطرد غير المبرر لديبلوماسيين أجانب واستمرار اعتقال موظفين من السفارة البريطانية، أمر غير مقبول وغير مبرر". واعتبر ساركوزي ان"الشعب الإيراني يستحق افضل من هذا، من قادته". أما الرئيس الأميركي باراك اوباما فأعلن في مؤتمر صحافي في موسكو التي يزورها تصميمه على محاورة إيران، على رغم قمع الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات. وقال خامنئي في كلمة أمام مسؤولي النظام لمناسبة ذكرى ميلاد الإمام علي بن أبي طالب ان"بعض زعماء الدول الغربية على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، تدخلوا صراحة في القضايا الداخلية للشعب الإيراني والتي لا صلة لهم بها، ثم ادعوا انهم لا يتدخلون في شؤون إيران، فيما شجعوا على أعمال الشغب وعرّفوا الشعب الإيراني بأنه مشاغب". وفي ما اعتُبرت محاولة لرأب الصدع بعد الاضطرابات الانتخابية، دعا المرشد الى"عدم التعامل مع الأصدقاء على انهم أعداء، بسبب ارتكابهم بعض الأخطاء". وقال ان التنافس بين المرشحين"عائلي، وفي بعض الأحيان يحصل شجار عائلي، ولكن لا علاقة لهذه القضية بالأجانب. الأعداء يريدون خلق نزاع بين الإيرانيين. ما شأنهم بهذا الأمر؟". وحذر"قادة دول الاستكبار الذين يحشرون أنوفهم في شؤون الجمهورية الإسلامية"، من أن"الأمة الإيرانية سترد، وسنحاسب الدول التي حاولت التلاعب بمستقبل الأجيال الإيرانية". نشر في العدد: 16895 ت.م: 07-07-2009 ص: الاولى ط: الرياض عنوان: خامنئي يهدد بمحاسبة الغرب على "تدخله" ويتسامح مع "الأصدقاء" ولو ارتكبوا "أخطاء"