سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أوساط برلمانية عراقية تحذر من صفقة أميركية - إيرانية لتقاسم النفوذ في العراق . رفسنجاني إلى بغداد قريباً ومتقي التقى السيستاني وجولة ولايتي على المسؤولين مستمرة منذ أسبوع
حذّرت أوساط برلمانية عراقية من ان تدفع الضغوط الاقتصادية والسياسية واشنطن، الى عقد صفقة مع طهران"تسمح بتعزيز نفوذها في العراق"، داعية الى إنشاء تحالف اقليمي لمواجهة هذا الخيار. وفيما التقى وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الذي يزور العراق منذ الاربعاء الماضي، المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني، يعتزم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني زيارة العراق قريبا، فيما زيارة وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، مستمرة منذ أسبوع. وكانت مجلة"تايم"الأميركية أفادت ان"إيران تحضرّ لمزيد من التدخل في العراق، إذا فشلت المحادثات المتوقعة بينها والولايات المتحدة". وشككت المجلة بقدرة رئيس الوزراء نوري المالكي والقوات العراقية على فرض سيطرتهما على البلاد، مرجحة ان تتمكن"الميليشيات المتطرفة المدعومة من ايران من السيطرة على غالبية المحافظاتالعراقية"، كما حذرت من مخاطر"اندلاع حرب بين العرب والأكراد بسبب الخلاف على محافظة كركوك الغنية بالنفط". لكن النائب عن"جبهة التوافق"احمد العلواني اعتبر ان"واشنطن أقرت التدخل الايراني في الشأن العراقي منذ احتلالها للبلاد". وقال ل"الحياة"إن"أميركا كانت تفاوض طهران قبل اكثر من سنة حول الوضع الامني في العراق مما يدل على قبول ضمني بالنفوذ الايراني". واضاف ان"هناك تغاضياً اميركياً واضحاً عن هذا التدخل فمكاتب فيلق القدسالايراني موجودة في مختلف المحافظاتالعراقية"، مشيرا الى انه"لا يستبعد عقد صفقة بين طهرانوواشنطن على حساب السيادة العراقية لأن كليهما عدو للعراق". واوضح ان"احزاب السلطة التي تربّت في احضان ايران تنفذ اجندة واضحة لمصلحتها". واعرب عن"شكه في قدرة المؤسسة العراقية العسكرية على مواجهة النفوذ الايراني لأنها بنيت على اساس طائفي وعرقي، فضلا عن دمج الميليشيات فيها"، موضحاً ان"غالبية تلك الميليشيات تأسست في ايران وتمثل احد اذرعها الاستخبارية والعسكرية". ودعا الى"اعادة النظر في بناء المؤسسة العسكرية، من خلال اعادة الضباط السابقين والاعتماد على الأسس الوطنية في بنائها". إلى ذلك، رفض النائب عن"الائتلاف العراقي الموحد"القيادي في حزب الدعوة - تنظيم العراق"عبدالهادي الحساني الاتهامات، مؤكدا ان"تحسّن العلاقات بين واشنطنوطهران سينعكس ايجابا على العراق". واوضح في تصريح الى"الحياة"ان"العراق يحتاج الى علاقات متينة مع ايران وكل دول المنطقة"، مشيرا الى ان"المخاوف من التقارب بين واشنطنوطهران غير مبرر لأنه لا يمكن ان يكون على حسابنا". وقال إن"الزمن الذي يكون العراق فيه ضحية صفقات بين الدول ولّى إلى غير رجعة، وهو قادر حاليا على حماية نفسه من اي نفوذ". وتعد ايران اكبر شريك تجاري للعراق، إذ اتفق الجانبان خلال زيارة متقي لبغداد الاربعاء الماضي على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بنحو 5 بلايين دولار. وفي العراق اربع قنصليات ايرانية تتوزع في محافظاتالبصرة وكربلاء والسليمانية وأربيل، فضلا عن سفارتها في بغداد. كما تعمل عشرات الشركات الايرانية في العراق، لا سيما في المحافظاتالجنوبية، ولم تتوقف هذه الشركات عن العمل حتى في اسوأ الظروف الامنية. من جهة أخرى، زار متقي امس المرجع السيستاني في النجف 180 كم جنوببغداد، بعدما أنهى زيارة لاقليم كردستان التقى خلالها رئيس الاقليم مسعود بارزاني في اربيل، ونائبه كوسرت رسول علي في السليمانية. في طهران قال مصدر مقرب من مكتب رفسنجاني ل"لحياة"إنه سيزور بغداد ويلتقي كبار المسؤولين العراقيين إضافة ال? رجال الدين في بغداد وكربلاء والنجف. وأشار إلى انه سيلتقي شخصيات من مختلف القوميات والمذاهب. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قال لأحد أبناء رفسنجاني إنه"سيرافقه شخصياً خلال تفقده للعتبات المقدسة". ويزور العراق منذ اسبوع مستشار مرشد الجمهورية الإيرانية، وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي الذي قال في تصريحات من كربلاء أمس انه التقى السيستاني وبحث معه مستقبل العراق والمنطقة. واضاف ان"زيارته للعراق تهدف إلى تطوير العلاقة بين البلدين الجارين اللذين تربطهما نقاط مشتركة، ثقافية وتاريخية، إضافة الى الحدود الواسعة، لذلك يقتضي ان تكون هناك مساعدات استراتيجية مفيدة بينهما"، وشدد على انه"وجد إصرارا لدى الحكومة العراقية على إخراج منظمة مجاهدين خلق من العراق". نشر في العدد: 16752 ت.م: 14-02-2009 ص: 12 ط: الرياض