وصل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الى كابول أمس، في زيارة هي الاولى له منذ انتخابه للبحث في سبل التعاون في التصدي لحركة"طالبان". يأتي ذلك بعد اقل من اسبوع على زيارة رئيس اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفاق كياني لكابول، حيث ناقش سبل مواجهة"طالبان"، والتي تعكر صفو العلاقات الباكستانية - الافغانية. واتهم الرئيس الافغاني حميد كارزاي مرات خلال السنوات الماضية اسلام آباد مراراً بعدم اتخاذ تدابير مناسبة لمواجهة"طالبان"في منطقة القبائل الباكستانية شمال غرب، ما سمح للمتمردين بمهاجمة الاراضي الافغانية، لكن باكستان اكدت لكابول عدم قدرتها على ضبط المنطقة الحدودية. وكرر زعيما البلدين أملهما في تحسين التعاون الثنائي بعد وصول زرداري الى الرئاسة في باكستان خلفاً لبرويز مشرف الذي واجه معه الرئيس الافغاني علاقات صعبة. وخلال لقائهما في اسطنبول مطلع كانون الاول ديسمبر الماضي، التزم الرئيسان"محاربة الارهاب بكل انواعه"، وصرح كارزاي لصحيفة"شيكاغو تريبيون"الاميركية الشهر الماضي بأنه"واثق من نيات"الرئيس زرداري في مكافحة الارهاب. على صعيد آخر قتل مسلحو"طالبان باكستان"شخصين اتهموهما ب"التجسس"لحساب الاميركيين في ميرنشاه كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غرب المحاذي للحدود مع افغانستان. وعثر على جثة شاهجير خان 25 سنة، وهو من سكان المنطقة، في احد اسواق ميرنشاه، والى جانبها رسالة كتب عليها انه شنق لأنه كان يتجسس على"طالبان"، وينقل المعلومات الى الاميركيين. أما الجثة الثانية فكانت للاجئ افغاني يدعى اكرم خان الذي اطلقت عليه رصاصات عدة. ويكثر إعدام متشددي"طالبان"أشخاصاً بتهمة التجسس لحساب القوات الأميركية في مناطق القبائل، وأعلنت مصادر باكستانية اول من أمس"ان ثلاثة أشخاص اعدموا في شمال وزيرستان للاشتباه في تجسسهم لحساب الولاياتالمتحدة". وفي افغانستان، قتل ثلاثة شرطيين في معارك اندلعت إثر مهاجمة عناصر من"طالبان"مركزهم في ولاية قندهار الجنوبية. واعتبر ثلاثة شرطيين آخرين في عداد المفقودين، وأصيب رابع". وشهدت الولاية ذاتها، اغتيال مجهولين استقلوا دراجة نارية مسؤولاً دينياً مقرباً من الحكومة لدى ادائه الصلاة في مسجده، من دون ان تعلن اي جهة مسؤوليتها عن العملية. واعتبر رجل الدين المقتول المسؤول الديني ال21 الذي يقتل في قندهار، العاصمة السابقة ل"طالبان"، علماً ان ملا آخر قتل بالطريقة نفسها قبل شهر. وسقط جندي في صفوف الحلف الاطلسي ناتو"في حادث معادٍ"نفذه متمردون في جنوبافغانستان، علماً ان جنديين بريطانيين وآخر استرالياً سقطوا منذ مطلع السنة الحالية، ما يشير الى ان هذا العام سيكون اكثر عنفاً من سابقه. على صعيد آخر، أعلن الرائد ستيف ميلبورن الناطق باسم القوات البريطانية في هلمند جنوب ان قوات بلاده تدقق حالياً في تقرير عن مقتل مدنيين افغان اثناء عملية نفذت ضد مقاتلي"طالبان"في منطقة باغني في الولاية. وسقط مئات من الافغان في قصف جوي وغارات شنتها قوات أجنبية العام الماضي، ما قوض التأييد الشعبي لوجود القوات الدولية وأثار شقاقاً بين الرئيس حميد كارزاي وحلفائه الغربيين. وكانت مصادر حكومية تحدثت عن مقتل خمسة من أفراد أسرة واحدة في عملية نفذتها القوات البريطانية، علماً ان منظمة افغانية للدفاع عن حقوق الإنسان نقلت الشهر الماضي عن تقارير للأمم المتحدة ان حوالى 700 مدني قتلوا حتى تشرين الاول اكتوبر 2008، في غارات شنتها قوات أجنبية وقوات أفغانية. نشر في العدد: 16714 ت.م: 07-01-2009 ص: 20 ط: الرياض عنوان: زرداري يبدأ أول زيارة لكابول ويناقش التعاون في التصدي ل "طالبان"