مشرف ينتقد ربط أميركا مساعداتها لبلاده بنجاحها في احتواء "القاعدة" . مخاوف من استخدام "طالبان" قضية الكوريين لعرقلة انعقاد مجلس قبلي أفغاني - باكستاني

توقع مراقبون أفغان أن تحاول حركة "طالبان" عرقلة اجتماع المجلس القبلي جركا الأفغاني - الباكستاني المشترك المقرر في كابول غداً، في حضور الرئيسين الأفغاني حميد كارزاي والباكستاني برويز مشرف، عبر تنفيذ تفجيرات وشن هجمات في مناطق مختلفة.
ولم يستبعد هؤلاء قتل"طالبان"عدداً من الرهائن الكوريين الجنوبيين الذين تحتجزهم في ولاية غزني وسط منذ 20 يوماً، رداً على إعلان كارزاي والرئيس الأميركي جورج بوش أول من أمس أنهما لن يرضخا لطلب الحركة الإفراج عن عدد من سجنائها، ولصرف الاهتمام عن الإنجازات التي يمكن ان تحققها ال"جركا".
وعرضت الحركة الإفراج عن عدد من الكوريات الجنوبيات بين الرهائن، في مقابل عدد مماثل من الأفغانيات المعتقلات في قاعدتي قندهار جنوب وبغرام شمال كابول، في وقت سعت جهات أفغانية الى إقناع"طالبان"بقبول فدية مالية للإفراج عن الرهائن. راجع ص8
ميدانياً، صدت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هجوماً نادراً شنه 75 من عناصر"طالبان"على قاعدة"اناكوندا"العسكرية الأميركية في ولاية اوروزجان وسط، ما اسفر عن مقتل 24 من الحركة التي استخدمت أسلحة خفيفة وصواريخ من عيار 107 مليمتر.
وقتل شرطيان وجرح ثمانية آخرون في مكمن نصبته"طالبان"لدوريتهم في ولاية قندهار جنوب، فيما تعرض مركز للشرطة في ولاية لغمان لهجوم ليل الاثنين - الثلثاء، ما اسفر عن مقتل مسلح وجرح شرطي.
وفي باكستان، قصف الجيش بمساندة مروحيات، مخابئ لمقاتلين موالين لحركة"طالبان"الأفغانية في منطقة ديجان في اقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع افغانستان، ما اسفر عن تدمير ثلاثة منازل وجرح ثلاثة اشخاص على الأقل. وشهدت منطقة درة اعظم خيل في الإقليم الحدودي الشمال الغربي، اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين، لكن إسلام آباد استبعدت ارتباط ذلك بموجة العنف في اقليم شمال وزيرستان.
وفيما يتوقع مسؤولون أميركيون أن تهاجم باكستان أهدافاً منتقاة لحشود"القاعدة"في مناطق القبائل، أعلن الرئيس مشرف ان القانون الأميركي الذي يربط المساعدات الممنوحة لبلاده بالتقدم الذي تحرزه في احتواء مقاتلي"طالبان"و"القاعدة"، سيسيء الى العلاقات بين البلدين.
وأبلغ مشرف عضو مجلس الشيوخ الأميركي الديموقراطي ريتشارد دوربن الذي زار إسلام آباد ان القانون الجديد الذي أقره الرئيس بوش الأسبوع الماضي،"يوتر العلاقات الثنائية التي يجب أن تعتمد على الثقة في التحرك قدماً في ما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك". وتتمسك باكستان بعدم السماح للقوات الأميركية بتنفيذ عمليات على أراضيها، وتؤكد قدرة قواتها على التعامل مع المتشددين.
على صعيد آخر، أعلن فاروق نائق محامي رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو ان المحكمة العليا أمرت السلطات بسحب طلب قدمته للشرطة الدولية"الانتربول"لإصدار مذكرات لاعتقال بوتو التي تعيش في المنفى. جاء ذلك في وقت تزداد التكهنات في باكستان في شأن احتمال ان تبرم بوتو اتفاقاً لتقاسم السلطة مع مشرف قبل الانتخابات المقررة نهاية هذا العام.