اندلعت معارك شوارع في مقديشو أمس بعدما أطلق المتمردون قذائف مورتر ضد طائرة شحن تابعة للاتحاد الأفريقي، منفّذين بذلك تهديدهم بقصف أي طائرة تستخدم مطار العاصمة الصومالية. وقال عيدروس شيخ، الموظف في دائرة الهجرة، إن الطائرة هبطت بسلام ولم تُصب. ولكن خلال ساعات من الحادث اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والمتمردين الإسلاميين في مقديشو. وقال سعيد نور فارح، أحد سكان مقديشو، إن سبعة قتلى سقطوا في المواجهات. وكان شقيقه أحد القتلى. وقال:"أخذنا جثته من تحت شجرة... كان يتحدث إلى رفاقه عندما سقطت قذيفة". وجاءت المعارك الجديدة بعد أيام من تهديد المتمردين الذين يسعون إلى إطاحة الحكومة، بقصف مطار مقديشو الدولي. وقال ناطق باسم قوات السلام الافريقية في مقديشو إن"هذه القذائف لن تثنينا عن القيام بعملنا". وأوضح لوكالة أسوشييتد برس ان القذائف سقطت خارج حرم المطار. وفي نيروبي أ ف ب، تصاعدت هذا الاسبوع النداءات للقيام بعملية بحرية دولية ضد القراصنة الصوماليين في المحيط الهندي وذلك لمواجهة هجماتهم شبه اليومية التي تعرقل التجارة البحرية وتشل صناعة الصيد. وقال نويل شونغ مدير مركز مكافحة القرصنة في المكتب البحري الدولي ومقره كوالا لامبور، لوكالة"فرانس برس":"نحن نحض الاممالمتحدة والمجتمع الدولي على وقف تهديد القراصنة الذي يلحق اضراراً كبيرة بالتجارة وبحياة البحارة". وجاء هذا النداء اثر هجمات ضد سفن فرنسية واسبانية لصيد سمك التونة، ما اثار رد فعل شديداً خصوصا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي. وبالنسبة للقراصنة فإن الصومال البلد الغارق في الفوضى منذ بداية حرب اهلية في 1991، يتمتع بموقع مثالي اذ تحاذي حدوده خليج عدن وهو احد اهم الطرق التجارية البحرية العالمية والمحيط الهندي حيث تعمل اساطيل صناعةالصيد على مطاردة سمك التونة وغيره من الانواع. وتشكل سفن الشحن وسفن الصيد واليخوت صيداً سهلاً لعصابات البحر التي تعتمد اسلوباً اضحى معروفاً وهو اقتحام السفن واحتجازها مع ركابها رهائن للحصول على فدية. ولئن كانت القرصنة مستوطنة منذ سنوات المناطق الواقعة قبالة السواحل الصومالية فإن مستواها قد تغير. وكما يقول اندرو موانغورا مسؤول الفرع الكيني لبرنامج مساعدة البحارة فإن القرصنة الصومالية لم تعد لها علاقة مع قرصنة ثمانينات القرن الماضي حين كانت من فعل صيادين بسطاء. ويقوم القراصنة بنهب طواقم السفن الأجنبية المتهمين بالصيد بشكل غير مشروع في المياه الصومالية. واضاف موانغورا"انهم يملكون على الأقل سفينتين مركزيتين في اليم ومنهما يطلقان زوارق سريعة لتنفيذ هجمات"مشيرا الى تزايد كبير في عدد القراصنة في السنوات الاخيرة مقدراً أن عددهم زاد من مئة في 2005 الى 1100 حالياً. وتتزايد الهجمات بالتوازي مع ذلك. وبحسب المكتب البحري الدولي فقد تمت مهاجمة 55 سفينة في خليج عدن والمحيط الهندي منذ كانون الثاني يناير 2008 من قبل قراصنة صوماليين يحتجزون حالياً 11 سفينة وطواقمها. والثلثاء اقترحت فرنسا اطلاق عملية عسكرية جوية بحرية ضد القرصنة التي وصفها ساركوزي بأنها"صناعة الجريمة". ونفّذ الجيش الفرنسي الإثنين عملية كومندوس هي الثانية من نوعها هذا العام في الصومال تولى خلالها تحرير رهائن فرنسيين لدى القراصنة.