شن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير هجوماً حاداً على أداء الرئيس الحالي غوردن براون، بسبب تخليه عن الإنجازات التي حققها بلير أثناء توليه السلطة. وأفادت صحيفة"ذي ميل أون صنداي"بأن بلير اتهم براون في مذكرة سرية بارتكاب أخطاء كبيرة، من خلال التنصل من الإنجازات التي حققها رئيس الوزراء السابق في السنوات العشر لحكمه، والتي تُعتبر رقماً قياسياً في تولي حزب العمال السلطة. وأشار بلير إلى أن زعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون كان يعاني من مشكلات قبل أن يغادر مقر رئاسة الحكومة في حزيران يونيو الماضي. وأضافت الصحيفة أن المذكرة السرية حذّرت من أن براون أظهر قلة احترام لإنجازات حزب العمال وأذعن لدعاية حزب المحافظين، من خلال سعيه إلى إقصاء نفسه عن عهد بلير. ولفتت إلى أن الكشف عن المذكرة سيزيد من الضغوط على براون الساعي إلى وضع استراتيجية جديدة لإنقاذ حزب العمال بعد انهيار شعبيته إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات طويلة. ورفض ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني السابق تأكيد ما إذا كانت المذكرة السرية أصلية، وأبلغ الصحيفة بأن"بلير يدعم براون وحكومته مئة في المئة". وأشارت الصحيفة إلى أن المذكرة السرية"كُتبت في الخريف الماضي، وبعد المؤتمر السنوي لحزب العمال الذي شهد تراجع براون عن الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة، بعد تآكل شعبية حزبه الحاكم، وشدد فيها بلير على أن براون كانت أمامه فرصة لتقديم نفسه على أنه يمثل مرحلة جديدة عن سلفه، أو التعهد بالبناء على الإنجازات السابقة، لكنه قرر التخلي عن الأجندة السياسية لرئيس الوزراء السابق من دون أن تكون لديه أجندة بديلة". جاء ذلك فيما أظهر استطلاع للرأي نشر أخيراً، أن نسبة كبيرة من ناخبي حزب العمال البريطاني الحاكم، تعتقد أن إزاحة زعيم الحزب غوردون براون من منصبه لن تنعش آمال الحزب في الفوز بالانتخابات العامة المقبلة، فيما وجد استطلاع آخر أن غالبية الناخبين اعتبرت براون أسوأ زعيم تعرفه بريطانيا في مرحلة ما بعد الحرب. وجاء في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة"آي سي إم"لصحيفة"صنداي إكسبرس"إن أكثر من نصف ناخبي حزب العمال أكدوا بأنهم سيصوتون للحزب في الانتخابات العامة في حال استُبدِل زعيمه وأيد هذا الرأي 38 في المئة من مجموع الناخبين في حين عارضه 40 في المئة. وأوضح أن 25 في المئة من ناخبي العمال اكدوا أنهم سيكونون أقل قابلية للتصويت للحزب الحاكم في حال جرى تبديل براون، في حين قال 57 في المئة منهم بأنهم سيكونون أكثر قابلية للتصويت للحزب إذا تم تبديل زعيمه. واعتبر 55 في المئة من الناخبين قيام حزب العمال بتغيير زعيمه براون من دون الدعوة إلى انتخابات عامة غير مقبول، فيما أيد 30 في المئة منهم لجوء الحزب الحاكم إلى تغيير زعيمه من دون ذلك. ووجد الاستطلاع أن الخيار المفضل لدى ناخبي حزب العمال لخلافة براون هو وزير العدل جاك سترو وحصل على تأييد 24 في المئة منهم، تلاه وزير الخارجية ديفيد ميليباند 20 في المئة، ثم نائبة زعيمة حزب العمال هارييت هارمان 9 في المئة وجاء وزير الصحة ألن جونسون في المرتبة الرابعة بعدما حصل على تأيد 5 في المئة من ناخبي حزب العمال. وأشار الاستطلاع إلى أن حزب المحافظين المعارض بزعامة ديفيد كاميرون يتقدم الآن على حزب العمال بفارق 16 نقطة بعدما سجّلت شعبيته 45 في المئة مقابل 29 في المئة للعمال، و16 في المئة % لحزب الديموقراطيين الأحرار المعارض. وأظهر استطلاع آخر للرأي نشرت نتائجه صحيفة"ميل أون صنداي"، أن واحداً من كل ثلاثة ناخبين بريطانيين اعتبروا براون أسوأ زعيم حزب عرفته بريطانيا في مرحلة ما بعد الحرب، مشيراً إلى أن حزب العمال الذي يتزعمه يتراجع الآن بفارق 24 نقطة عن حزب المحافظين. ومنح الاستطلاع حزب المحافظين 47 في المئة وحزب العمال 24 في المئة وحزب الديموقراطيين الأحرار 16 في المئة.