جُرح ما لا يقل عن 25 جزائرياً، بينهم أربعة من أفراد الشرطة، في تفجير سيارة مفخخة قادها انتحاري استهدف مركزاً أمنياً في مدينة تيزي وزو التابعة لمنطقة القبائل في شرق البلاد. ودعا وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني المواطنين ومصالح الأمن إلى"الحيطة والحذر"لتفويت الفرصة على"أعداء الجزائر". ووقعت العملية التي نُفذت بسيارة مفخخة من طراز"رينو"في وقت مبكر من صباح أمس، واستهدفت مقر"الأمن الحضري"الأول في مدينة تيزي وزو 100 كلم شرق العاصمة. ولم تتبن أي جهة العملية، لكنها حملت بصمات"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وأفاد شهود أن الانتحاري قاد السيارة في اتجاه مقر الشرطة في حدود الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي، في منطقة غير بعيدة من ثكنة عسكرية، ما أدى إلى جرح نحو 25 شخصاً بينهم 4 من عناصر الشرطة نقلوا إلى مستشفى المدينة لتلقي الإسعافات الأولية، فيما تضررت في شكل بالغ البنايات المجاورة لمسرح العملية. وسارع وزير الداخيلة والمدير العام للأمن الوطني الشرطة علي تونسي إلى تيزي وزو للإطمئنان على الضحايا. وطالب زرهوني بضرورة الإسراع بإيواء المتضررة منازلهم. وقال إن"العملية تستهدف إفشال مخطط إعادة انتشار مصالح الأمن في الولاية". وأوضح أن شرطياً سيخضع لجراحة عاجلة، بينما قال شهود إن أشلاء وجدت في المكان يرجح أن تكون للانتحاري منفذ العميلة. وعلمت"الحياة"أن معظم المصابين غادر المستشفى مساء أمس بعد تلقي الإسعافات الأولية، بينما لا يزال خمسة منهم في وحدات الرعاية المركزة. وجاءت العملية الإرهابية بعد يوم فقط من إلقاء قوات الأمن القبض على إرهابي قرب المدينة، كما أتت بعد ايام من عمليات تمشيط واسعة تقودها وحدات الجيش في الغابات والجبال المحيطة بالمدينة التي تشكل معقلاً للجماعات المسلحة. وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الإرهابيون مخفراً للشرطة في هذه المدينة منذ سنوات، كما أنها المحاولة الأولى بعد آخر عملية مماثلة استهدفت مقراً للشرطة في منطقة الناصرية التابعة إدارياً للولاية ذاتها. ولوحظت عودة الإرهابيين إلى أسلوبهم في استهداف مقار الشرطة بالسيارات المفخخة، لكن خارج محيط العاصمة بعد شهور طويلة في محاولة لفك الخناق الذي تحكمه عليها قوات الأمن، لا سيما في منطقتي تيزي وزو وبومرداس، حيث تنتشر بقايا عناصر"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وكانت أخطر هذه العمليات وقعت في 11 كانون الأول ديسمبر 2007، حين استهدف إرهابيان بسيارتين مفخختين مقراً للمجلس الدستوري وهيئة تابعة للأمم المتحدة، ما خلف 41 قتيلاً. وفي 23 تموز يوليو الماضي، جُرح 13 عسكرياً في تفجير انتحاري استهدف شاحنتهم العسكرية في منطقة الأخضرية 120 كلم شرق الجزائر بدراجة مفخخة، في أسلوب جديد للجماعات الإرهابية.