قضى 8 وجُرح 19 جزائرياً في انفجار سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري ليل أول أمس في بلدة زموري في ولاية بومرداس شرق العاصمة الجزائرية. وخلف الانفجار خسائر مادية هائلة وهلعاً في أوساط المصطافين مرتادي شاطئ البلدة التي تعرضت قبل خمس سنوات إلى زلزال عنيف تسبب بمقتل نحو ألفي شخص. وعاين وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني أمس مكان الانفجار وزار المصابين في مستشفى المدينة، لكنه رفض التعليق على العملية. وفي حين قالت وكالة الأنباء الرسمية إن"العملية الانتحارية وقعت في وسط المدينة"، أفاد شهود أن الانتحاري الذي كان يقود مركبة مخصصة للتبريد استهدف في حدود العاشرة مساء مركزاً للدرك الوطني كانت عناصره تتولى تأمين المصطافين ضمن ما يعرف ب"مخطط دولفين"الذي دأبت قيادة الدرك الوطني على تنفيذه سنوياً لتأمين الشواطئ الجزائرية. وأوضحت مصادر طبية أن العملية خلفت ثمانية قتلى مدنيين، بينهم منفذ العملية، و19 جريحاً، بينهم عناصر من الدرك الوطني، لا يزال تسعة منهم تحت العناية المركزة في مستشفى المدينة. وهذه أسوأ عملية انتحارية يسقط فيها مدنيون منذ العمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا في 11 كانون الأول ديسمبر 2007 مقر المجلس الدستوري ومقر بعثة الأممالمتحدة في ضاحية العاصمة الجزائرية وخلفتا عشرات الضحايا. ويبدو أن العملية جاءت انتقاماً من العملية الأمنية التي نجحت نهاية الأسبوع الماضي في القضاء على 12 إسلامياً مسلحاً في بلدة بني دوالة في ولاية تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل. وذكرت وزارة الداخلية أن بين القتلى بعض القياديين في"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"ممن كانوا وراء انفجار استهدف قبل أسبوع مخفر الشرطة في تيزي وزو. وعملية زموري هي الثالثة في أقل من شهر في مثلث تيزي وزو والبويرة وبومرداس الذي يعرف ب"محور الموت"، ما يطرح تساؤلات عدة عن مدى فاعلية الخطط الأمنية لمواجهة"تنوع"هذه العمليات التي تتجدد في مناطق مختلفة، ما يؤشر إلى عدم اهتمام منفذيها بتدخل القوات الأمنية أو حتى بمشروع المصالحة الوطنية. من جهة أخرى، رجحت مصادر جزائرية أن يكون عبدالقهار بن حاج نجل علي بن حاج الرجل الثاني في"الجبهة الإسلامية للإنقاذ"المحظورة، بين القتلى في العملية التي نفذتها قوات الأمن في منطقة تيزي وزو. وأفادت أن بن حاج زار أمس مستشفى المدينة للإطلاع على جثث القتلى والتأكد مما إذا كانت بينها جثة ولده الذي التحق بمعاقل الجماعات المسلحة قبل أكثر من عام قبل أن يتجاوز الثامنة عشرة.