أعلنت وزارة الخارجية السعودية أمس تأجيل العمل بنظام الوكالات الإلكترونية المخصصة للعاملين الأجانب إلى رجب المقبل أول أيامه الجمعة المقبل، مرجعة ذلك إلى أسباب تقنية، إضافة إلى الرغبة في ضمان انطلاقة النظام بشكل مكتمل. وأبدى عاملون في مكاتب الاستقدام تخوفهم من تطبيق النظام، نظراً لعدم استعداد كثير من الكوادر العاملة في القطاع لاستخدام هذه التقنية. ويأتي إطلاق نظام الوكالات الإلكترونية تنفيذاً لتوصيات اللجنة المشكلة من وزارة الخارجية ورئاسة الاستخبارات العامة لدراسة وضع ضوابط إجرائية للحد من عمليات التزوير التي يواجهها عدد من الممثليات في الخارج والمعتمدة ببرقية وزير الداخلية. ويعمل نظام الوكالات الإلكترونية على تحويل النص الورقي المصدق من الغرف التجارية والصناعية السعودية أو من مكاتب الاستقدام، إلى نص إلكتروني يصل مع أمر بالتأشيرة، وتنفذ التأشيرة بموجبه ووفقاً لما ورد فيه، ويهدف إلى القضاء على ظاهرة تزوير وكالات وتفويضات التأشيرات الصادرة من الجهات المانحة داخل المملكة. وقال المدير العام لفرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة محمد طيب في تصريح لپ"الحياة"ان"موعد بدء تشغيل النظام الجديد غير مؤكد بعد، وليس بالضرورة ان يبدأ في أوائل رجب، لكننا نحاول ان يبدأ في وقت قريب، وذلك فور الانتهاء من الأسباب الفنية التي أخرته". وإلى جانب مكافحة التزوير، شرح ان للنظام أهدافاً أخرى، مثل تسهيل إجراءات الوكالات، والتخفيف من الزحام. وعن تدريب الكوادر في الوزارة على استخدام هذه التقنية الحديثة، قال ان"الموظفين في الوزارة مؤهلون للعمل على هذا النظام"، مشيراً إلى"أخذهم دورات في هذا الخصوص". وأضاف:"لسنا مسؤولين عن تدريب الموظفين في مكاتب الاستقدام، إذ يجب على الجهات المسؤولة عنهم تدريبهم وتأهيلهم لاستخدام النظام الجديد". وأوضح مدير إدارة الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية صالح عبداللطيف ان"الموعد أُجل لمعالجة بعض الصعوبات الفنية"، لافتاً إلى أنها تتعلق"بعملية تعميم النظام على كل السفارات خارج المملكة". وأكد ان"الموظفين سواء في السفارات أو في الخارجية مدربون على هذا النظام الجديد". وأكد نائب رئيس لجنة مكاتب الاستقدام في الغرفة التجارية والصناعية في جدة، يحيى مقبول، ان"نظام الوكالات الإلكترونية على التأشيرات سيحد كثيراً من عمليات التزوير التي تحدث، ان لم ينهِها تماماً". وقال لپ"الحياة"ان"هذه النظام ليس فقط للحد من التزوير، بل هو لتنظيم الإجراءات وتسهيلها لتوفير مزيد من الوقت"، لافتاً إلى"ان المعاملات كانت تمر بدوائر كثيرة، مثل وزارة الخارجية وزارة العمل والسفارة، أما الآن فيمكن الحصول على تأشيرة بضغطة زر، وستكون هناك بيانات ومعلومات كاملة عن الذين يدخلون المملكة بغرض العمل". وانتقد عضو لجنة مكاتب الاستقدام غازي غراب التأجيل، مرجعاً سبب ذلك إلى"عدم تهيئة الكثير من الكوادر في استخدام مثل هذه التقنية، وعدم استطاعته في التعامل معها"، مضيفاً ان"كل ما نعرفه عن هذا القرار هو نصه".