ارتفع الدولار أمام سلّة من ست عملات رئيسية أمس، مواصلاً اتجاهه الصعودي، بعد صدور ارقام جاءت أفضل من المتوقع لطلبيات السلع المعمّرة في أميركا، ساعدت على انحسار المخاوف في شأن سلامة الاقتصاد الأميركي. وبدوره، انخفض اليورو إلى ادنى مستوى في تسعة أيام أمام الدولار بعد أن أظهرت بيانات رسمية اكبر ارتفاع في عدد العاطلين من العمل في ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي منذ آذار مارس عام 2006، بلغ أربعة آلاف ألماني في الشهر الجاري. وأوضحت بيانات أميركية أمس أن الطلبيات على السلع المعمّرة تراجعت في نيسان أبريل الماضي بنسبة أقل مما كان متوقعاً، ثم ارتفعت بعد استبعاد مبيعات وسائل النقل 2.5 في المئة لتسجل أكبر زيادة منذ تموز يوليو الماضي. وعززت هذه البيانات توقعات السوق بأن يبقي مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الاميركي أسعار الفائدة مستقرة في المدى القصير، وأن يرفعها 0.25 نقطة أساس، الى 2.25 في المئة، بحلول نهاية العام الحالي. لكن المخاوف من التضخم ظلت ماثلة في أذهان المسؤولين الاقتصاديين. واستبعد متعاملون في السوق أن يمكّن مثل هذه البيانات الاقتصادية، الدولار من الارتفاع أعلى من النطاق الذي تأرجح فيه في الآونة الاخيرة أمام عملات رئيسية عدة، وأوضحوا ان الدولار قد يتعرض لضغوط اذا ارتفعت أسعار النفط العالمية مجدداً. وأفاد رئيس"بنك دالاس الفيديرالي"ريتشارد فيشر ان"البنك المركزي الاميركي سيرفع سعر الفائدة عاجلاً اذا ارتفع التضخم، حتى ولو بقي الاقتصاد الأميركي ضعيفاً". وارتفع الدولار أمام سلّة من ست عملات رئيسية 0.4 في المئة الى 72.885 نقطة، مقترباً من أعلى مستوى منذ أسبوعين. وانخفض اليورو 0.4 في المئة الى 1.5562 دولار، متراجعاً نحو خمسة سنتات عن المستوى القياسي الذي سجله الشهر الماضي عند 1.6018 دولار. وأشار متعاملون الى مؤسسات روسية باعت كميات منه. وأمام العملة اليابانية ارتفع الدولار 0.5 في المئة الى 105.26 ين، مقترباً من مستوى 105.32 ين سجله أول من أمس، وكان أعلى مستوى له منذ أسبوعين. وانخفض الجنيه الاسترليني مواصلاً تراجعه امام الدولار بعد أن أظهرت بيانات انخفاضاً قياسياً في أسعار المساكن في بريطانيا في الشهر الجاري، بنسبة 2.5 في المئة، لتسجل أكبر انخفاض لها على الاطلاق، وتسلّط الضوء على مخاوف من أن يتحول تراجع السوق العقارية الى انهيار يتسبب في مزيد من الضعف للاقتصاد البريطاني. وتراجع الجنيه 0.5 في المئة الى 1.9725 دولار وكان هبط في وقت سابق، الى 1.9674 دولار، وهو أدنى مستوى له في أسبوع. وانخفض الجنيه الاسترليني أمام اليورو، الذي ارتفع 0.1 في المئة الى 79.07 بنس. وفي سوق المعادن، فتحت أونصة الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن على 893.00 دولاراً، مقارنة ب?902.50 دولار في جلسة القطع المسائية السابقة. وكان سعرها بلغ عند الاقفال السابق في نيويورك 899.65-901.05 دولار للأونصة. واستقرت الفضة من دون تغيير يذكر، ففتحت الأونصة على 17.39-17.47 دولار مقارنة ب17.37-17.43 دولار في أواخر معاملات نيويورك أول من أمس. وتراجعت أونصة البلاتين الى 2052.50-2072.50 دولار للأونصة، من 2059-2079 دولاراً في إقفال نيويورك. وارتفعت الأسهم الاوروبية في بداية التعاملات أمس، متأثرة بالأسهم الاميركية والآسيوية، يدعمها تألق أسهم قطاع التعدين، على رغم أن اسعار أسهم القطاع المصرفي بقيت على ضعفها. وارتفع المؤشر"يوروفرست 300"الرئيسي لأسهم الشركات الأوروبية 0.2 في المئة الى 1329.25 نقطة، بعد صعوده نحو واحد في المئة في اليوم السابق. وانتعشت أسهم قطاع التعدين الأوروبية، فارتفع سهم"ريو تينتو"1.8 في المئة بعد أن توقعت نمواً قوياً للانتاج لمدة سبع سنوات، ورفضت عرضاً من"بي إتش بي بيليتون"لشرائها، بقيمة 178 بليون دولار، وصفته بأنه منخفض جداً. وفي طوكيو، ارتفع المؤشر الرئيس للأسهم اليابانية 3 في المئة في نهاية التعاملات في"بورصة طوكيو"، مسجلاً أكبر ارتفاع في يوم واحد في ثمانية أسابيع بفضل ارتفاع أسهم شركات التصدير مثل"كانون"للإلكترونيات بفعل تراجع الين. وساهم في دعم الاتجاه الصعودي بيانات طلبيات السلع المعمّرة الأميركية التي جاءت أفضل مما كان متوقعاً لها. وكسب المؤشر"نيكاي"القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 415.03 نقطة، نسبتها 3 في المئة، الى 14124.47 نقطة، بعد أن كان أنهى الجلسة السابقة بخسائر بلغت 1.3 في المئة. وزاد"توبكس"الأوسع نطاقاً 2.40 في المئة، ليسجل 1380.63 نقطة.